للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شرعًا. وأما الطبيعيّاتُ، كالاستدلال من انتقاء الشَّمس في البروج الفَلَكيّة إلى تفسير الفصول كالحرّ والبرد والاعتدال، فليس بمردود شرعًا أيضًا. وأمّا الوَهْميّاتُ كالاستدلال إلى الحوادث السُّفْلِيّة خيرًا أو شرا من اتصالات الكواكب بطريق العموم أو الخُصُوص، فلا استناد لها إلى أصل شَرْعيّ، ولذلك مردود شرعًا (١)، كما قال : "إذا ذُكِر النجوم فأمسكوا" (٢)، وقال: تعلَّموا من النُّجوم ما تهتدون به في البر والبحر ثم انتهوا (٣)، الحديث. وقال : "من آمن بالنُّجوم فقد كَفَر" (٤). قالوا: إِنِ اعتقد أنها مستقلة في تدبير العالم. قال الإمام الشافعي : المنجم إن اعتقد أن المؤثر الحقيقي هو الله تعالى لكنّ عادته تعالى جاريةٌ على وقوع الأحوال بحركاتها وأوضاعها المعهودة، ففي ذلك: لا بأسَ عندي. كذا ذكره السُّبْكي في "طبقاتِه الكبرى (٥)، وعلى هذا يكون استناد التأثير - حقيقة - إلى النجوم مذموما


(١) في م: "هي مردودة شرعًا"، والمثبت من خط المؤلف.
(٢) حديث ضعيف، روي من حديث ابن مسعود أخرجه الطبراني (١٠٤٤٨)، وأبو نعيم في الحلية ٤/ ١٠٨، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (٧٤٠)، والديلمي في الفردوس (١٣٣٧)، وإسناده ضعيف. وروي من حديث ثوبان، أخرجه الطبراني (١٤٢٧) وإسناده ضعيف أيضًا. وروي من حديث ابن عمر أخرجه ابن عدي في الكامل والسهمي في تاريخ جرجان ١٢/ ٣٥٨ وإسناده ضعيف، وروي مرسلًا من حديث طاوس أخرجه عبد الرزاق في أماليه (٥١)، ومن حديث الحسن في نسخة طالوت بن عباد (١٠٠).
(٣) لا يصح عن النبي ، وروي من قول عمر بن الخطاب أخرجه السمعاني في الأنساب ١/ ١١، والمعافى بن عمران في الزهد، ص ٢٦٥، وهناد بن السري في الزهد ٢/ ٤٨٧ وغيرهم.
(٤) لا يوجد حديث صحيح ولا ضعيف بهذا اللفظ، لكن في الصحيحين من حديث زيد بن خالد الجهني أن رسول الله قال ضمن حديث: "فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب" البخاري (٨٤٦)، ومسلم ١/ ٥٩. (ط. اصطنبول).
(٥) الطبقات الكبرى ٢/ ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>