هكذا قال المؤلف، وفي قوله أوهام، أولها أنه أخطأ في اسم والد مؤرج فقال فيه "عمر"، وإنما هو عمرو، فهو مؤرج بن عمرو بن الحارث السدوسي، ولعل ذلك الخطأ انتقل إليه من بغية الوعاة.
وثاني الأوهام ذكره لوفاة مؤرج في سنة أربع وسبعين وثلاث مئة، وهو تاريخ غريب لا ندري من أين جاء به، فقد توفي الرجل سنة ١٩٥ هـ، وقيل سنة ١٩٤ هـ وقيل عاش بعد المئتين، كما في مصادر ترجمته، لكن أحدًا لم يقل بهذا التاريخ الغريب العجيب.
والثالث هو ذكره اختصاره لأنساب قريش للزبير بن بكار، وقد توفي الزبير بن بكار سنة ٢٥٦ هـ، وتوفي مؤرج قبله بدهر، وإنما قاده إلى هذا الوهم المستبشع أنه توهم وفاته سنة ٣٧٤ هـ، ومؤرج هذا له كتاب حذف من نسب قريش فالظاهر أن المؤلف توهم فعدّه مختصرًا لكتاب الزبير بن بكار، نسأل الله العافية، وتنظر ترجمة مؤرج السدوسي في تاريخ الخطيب ١٥/ ٣٤٦، ومعجم الأدباء ٦/ ٢٧٣١، وإنباه الرواة ٣/ ٣٢٧، ووفيات الأعيان ٥/ ٣٠٤، وتاريخ الإسلام ٤/ ١٢١٩، وسير أعلام النبلاء ٩/ ٣٠٩، وبغية الوعاة ٢/ ٣٠٥، وغيرها.
• ١/ ٦٥٦ (١٨٩٠)
وذكر المؤلف أنساب المحدثين لابن طاهر المقدسي، وذيله لأبي موسى الأصبهاني، ثم قال:"والذيل على الذيل المذكور، للحافظ محمد بن محمد بن نقطة الحنبلي المتوفَّى سنة تسع وعشرين وست مئة".
هكذا سمى والده "محمدًا"، فأخطأ، وصوابه:"عبد الغني"، فهو محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع المعروف بابن نقطة الحنبلي البغدادي، ترجمه المنذري في وفيات سنة ٦٢٩ هـ من التكملة (٣/ الترجمة ٢٣٧٤) فقال: "وفي الثاني والعشرين من صفر توفي رفيقنا الحافظ أبو بكر محمد ابن الشيخ الصالح عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع بن أبي نصر بن عبد الله البغدادي الحنبلي المعروف بابن نقطة، ببغداد، وهو في سن الكهولة … سمعتُ منه، وسمع مني بجيزة فسطاط مصر