للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأن الاعتقاد لا يُطلق عليه ولأنَّه ليس بضرورةٍ أو دليلٍ. وهذا التعريف للفخر الرازي عَرّفه به بعد تنزُّله عن كونه ضروريًا.

العاشر: حصول صورة الشيء في العقل. وفيه أنَّه يتناول الظنَّ والجهل المُركَّبَ والتقليد والشكَّ والوهم. قال ابن صدر الدين (١): هو أصح الحدودِ عند المحققين من الحكماء وبعض المتكلمين.

الحادي عشر: تمثل ماهيّة المُدْرَك في نفس المُدْرِك. وفيه ما في العاشر وهذان التعريفان للحُكَماءِ مَبنيّانِ على الوجود الذهني والعلم عندهم عبارة عنه فالأوَّل يتناول إدراك الكليات والجزئيات، والثاني ظاهره يفيد الاختصاص بالكليات.

الثاني عشر: هو صفة تُوجب لمحلها تمييزا بين المعاني لا يَحْتَمِل النَّقيضَ. وهو الحدُّ المُختارُ عند المتكلمين إلَّا أَنه يَخْرُجُ عنه العلوم العادية كعلمنا مثلًا بأن الجبل الذي رأيناه فيما مضى لم ينقلب الآنَ ذَهَبًا فَإِنَّهَا تَحْتَمِل النَّقيضَ لجواز خَرْقِ العادة وأُجِيبَ عنه في محلّه. وقد يُزادُ قَيْدٌ (٢) بين المعاني الكليّة. وهذا مع الغِنَى عنه يخرج العلم بالجزئيات. وهذا المختار (٣) عند مَن يقول العلم صفة ذاتٍ تعلّق بالمعلوم.

الثالث عشر: هو تمييز معنى عند النفس تمييزا لا يحتمل النقيض. وهو الحدُّ المختارُ عند مَنْ يقول من المُتكلّمين إنَّ العلم نفسُ التعلقِ المخصوص بين العالم والمعلوم.


(١) هو محمد أمين ابن صدر الدين الشيرواني المتوفى سنة ١٠٣٦ هـ صاحب كتاب "الفوائد الخاقانية الأحمدخانية" الذي صنّفه للسلطان أحمد العثماني، وجعل مقدمته في ماهية العلم، وسيأتي ذكره في موضعه من هذا الكتاب.
(٢) في م: "فيه"، وهو تحريف، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) في م: "هو المختار"، و "هو" لم ترد في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>