والأمر الثاني أنَّ قوله:"وشرحه أبو العباس أحمد أبو العباس أحمد بن إبراهيم القاضي بعسكر دمشق وسماه "المرتقى" توفِّي سنة ٧٦٧" لا يتسق فإن الشارح - إن صح ولا يصح - قد مات قبل صاحب الأصل بأكثر من عشرين عاما. والملاحظ أنَّ مترجمي قاضي العسكر لم يذكروا أنَّه شرح كتاب القونوي، بل اكتفوا بالقول بأنه شرح ملتقى البحار".
ويلاحظ أيضًا أن كتب الحنفية وغيرها لم تذكر سوى كتاب واحد بعنوان "ملتقى البحار" وهو الكتاب الثاني الذي رقمنا له (١٨٠٩٩) وهو كتاب محمد بن محمود بن محمد السديدي الزوزني، فقد عرف هذا الكتاب به، قال القرشي في الجواهر المضية (٢/ ١٣٢): "محمد بن محمود بن محمد، أبو المفاخر السديدي الزوزني … ومن تصانيفه ملتقى البحار في شرح المنظومة"، وقال ابن قطلوبغا في تاج التراجم (ص ٢٧٨): "محمد بن محمود بن محمد تاج الدين أبو المفاخر بن أبي القاسم السديدي الزوزني شرح المنظومة وزاد عليها وشرح الزيادات وسماه ملتقى البحار من منتقى الأخبار"، وقال تقي الدين التميمي في ترجمة حفيده عبد الرحيم بن عبد العزيز بن محمد السديدي الزوزني: "وجده لأبيه محمد الزوزني هو صاحب ملتقى البحار"، وكذا ذكر المؤلف في ثلاثة مواضع من سلم الوصول ٢٦٢٣ و ٤/ ٤٧٩ و ٥/ ١٥.
من هنا يتبين أنَّ ذكر الكتاب الأول المنسوب إلى القونوي غلط من المؤلف تابعه عليه صاحب هدية العارفين، وأن قاضي العسكر إنما شرح كتاب محمد بن محمود بن محمد السديدي، وليس القونوي، وهذا كله من أوهام المؤلف الكثيرة، والله أعلم بالصواب إليه المرجع والمآب.
• ٧/ ١١٥ (١٨١٠١)
وذكر هنا أنَّ الشيخ علاء الدين علي بن محمد المعروف بمصنفك توفي سنة ٨٧١ هـ، وهو غلط، صوابه: سنة ٨٧٥ هـ كما تقدم في ترجمته (٣٨٧).