للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي البخاريِّ في قصة وَرَقة بن نوفل ما يدلُّ على أنه كان بالعبرانية (١). وعن وَهْب بن منبِّه: أنزل الإنجيل على عيسى لثلاث عشرة ليلةً من رمضان على ما في "الكشاف" (٢)، وقيل: لثمانِ عشرة ليلةً خَلَت منه بعد الزِّبور بألف عام ومئتي عام. واختُلف في أنه هل نَسَخَ حُكمَ التَّوراة؟ فقيل: إن عيسى لم يكن صاحب شريعة، لما جاء في الإنجيل حكاية عنه قال (٣) : إنّي ما جئتُ لتبديل شرع موسى بل لتكميله. لكن في "أنوار التنزيل" (٤) ما يدلُّ على أن شرعه ناسخ لشرع موسى ؛ لأنه أتى بما لم يأتِ به موسى .

وأولُ الإنجيل باسم الأب والابن … إلخ. والذي بأيديهم إنما هو سيرةُ المسيح، جَمَعها أربعةٌ من أصحابه وهم: مَتَّى ولُوقا ومارقوس ويوحنا.

قال صاحبُ "تحفة الأريب في الردِّ على أهل الصَّليب": وهؤلاءِ الذين أفسدوا دينَ عيسى وزادوا ونقَصوا وليسوا من الحواريِّين الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن.

أما مَتى فما أدرك عيسى ولا رآه قطُّ إِلَّا في العام الذي رَفَعه الله إليه، وبعد أن رُفِع كتب متَّى الإنجيل بخطِّه في مدينة الإسكندرية وأخبر فيه بمولد عيسى وسيرته، وغيره لم يذكر ما ذكره.

وأمّا لُوقا فلم يُدركْ عيسى ولا رآه ألبتّة، وإنّما تنصَّر بعده على يد بَوْلُص مُعرَّب: باولوسَ الإسرائيليِّ، وهو أيضًا لم يدركْ عيسى بل تنصَّر على يد أنانيا.


(١) صحيح البخاري (٢).
(٢) الكشاف للزمخشري ١/ ٢٢٧.
(٣) في م: "أنه قال"، والمثبت من خط المؤلف.
(٤) أنوار التنزيل ٢/ ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>