فيكون جميع ما ذكره من العلوم المتعلقة بطريق النظر ثلاث مئة وخمسة عُلوم.
ثم إنه جعلَ الطَّرَفَ الثّاني من كتابه في بيان العلوم المُتَعَلِّقة بالتصفية التي هي ثمرةُ العَمَل بالعِلْم فلخّص فيه كتاب "الإحياء" للإمام الغزالي ولم يذكر عِلْمَ التَّصَوف. فلله دره في الغَوْص على بحار العلوم وإبراز دُرَرِها.
فإن قيل: إنّه قصد تكثير أنواع العُلوم فأورد في فُرُوعها ما أوردَ كذكره في فُرُوع عِلْمَ التَّفسير ما ذكرَهُ السُّيُوطي في "الإتقان من الأنواع وهلا يُرَدّ عليه أنه إن أرادَ بالفُروع المقاصد للعِلم، فعلمُ الطِّبِّ مَثَلًا يصل إلى ألوف من العلوم، وإن أرادَ ما أُفْرِدَ بالتَّدوين فلم يستوعب الأقسام في كثير من المباحث التي أُفرِدَت بالتدوين وقد أَخَلَّ بذِكْرها على أنَّه أدخلَ في فُروع عِلْمٍ ما ليس منه.