للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الإمام الرّازي (١): المراد أسماء كُل ما خَلَقَ الله تعالى من أجناس المخلوقات بجميع اللُّغات التي يتكلّم بها وَلَدُه اليوم.

وعَلَّم أيضًا معانيها، وأنزل عليه كتابا، وهو كما ورد في حديث أبي ذر أنه قال: يا رسول الله، أي كتابٍ أُنْزِلَ على آدم؟ قال: كتاب المُعْجَم. قلتُ: أي كتاب المُعْجَم؟ قال: أ ب ت ث ج. قلت: يا رسول الله، كم حَرْفًا؟ قال: تسعة وعشرونَ حَرْفًا" الحديثَ (٢). وذكرُوا أَنَّه عَشْر صُحُفٍ فيها سُوَر مُقَطَّعة الحُروف، وفيها الفَرائضُ والوَعْدُ والوَعِيدُ وأخبارُ الدُّنيا والآخرة، وقد بَيَّنَ أهلَ كُلِّ زمان وصُورَهم وسيرَهُم مع أنبيائهم وملوكهم، وما يَحْدُث في الأرضِ من الفِتَنِ والملاحم.

ولا يَخْفَى أَنَّه مُسْتَبعد عندَ أصحاب العقول القاصرة، وأمّا مَن أَمْعنَ النَّظْرَ فِي الجَفْر ولاحظ شموله على غرائب الأمور فعنده ليس ببعيد سيما في الكُتُب المُنْزَلة.

ورُوِيَ أَنْ آدمَ وضعَ كتابًا بأنواع الألسن والأقلام قبل موته بثلاث مئة سنة كَتَبَها في طينٍ ثم طَبَخه فلما أصابَ الأَرضَ الغرقُ وجد كلُّ قوم كتابًا فكتبوه من خَطِّهِ فأصابَ إسماعيل الكتاب العربي، وكان ذلك من مُعجزات آدم ذكره السُّيوطي في "المُزهر" (٣).

وفي رواية: أنَّ آدمَ كان يَرْسم الخطوط بالبنان وكانت (٤)


(١) مفاتيح الغيب ٢/ ٣٩٨، بتصرف.
(٢) حديث موضوع، ذكره ابن عَرّاق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ٥/ ٢٥٠.
(٣) المُزهر في علوم اللغة وأنواعها ٢/ ٢٩٣، وقال: هذا الأثر أخرجه ابن أشتة في كتاب المصاحف عن كعب الأحبار.
(٤) في م: "وكان"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>