كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء العاشر من المشيخة البغدادية - من حديث أبي محمد الخلال الحافظ - ج: 3 - ص: 1083

ابن أحمد القطَّان (١)، قال: سمعتُ إبراهيم بن شَيْبان (٢)، يقول: سمعتُ أبا عبد الله المغربي (٣) يقول: «رَأَيْتُ فِي البَادِيَةِ امْرَأةً بلَا يَدَيْنِ وَلَا رِجْلَيْنِ، عَمْيَاءَ العَيْنَيْنِ، صَمَّاءَ الأُذُنيْنِ، فَقُلْتُ: يَا أَمَةَ الله! إلَى أَينَ؟ فقالت: إلَى بَيْتِ رَبِّي وَقَبْرِ نبيِّي، فَقُلْتُ: عَلَى هَذهِ الحَالِ؟ فقالت: يَا ضَعِيفَ اليَقِينِ، غَمِّضْ عَيْنَيْكَ، قال: فَغَمَضْتُهُمَا، ثمَّ قالَت لِي: افْتَحْ عَيْنَيْكَ، فَفَتَحْتُهُمَا، فَإِذا أَنا بهَا بحِذاءِ الكَعْبَةِ، فَبَقِيتُ مُتَعَجِّباً، فقالتْ: أَيْشٍ تَعْجَبْ؟! مِنْ قَوِيٍّ حَمَلَ ضَعِيفاً؟ !» (٤).

[١٠١٤] حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثني أبي أحمد بن عُثمان، نا محمد بن مُوسى القُرَشي (٥)، قال: سمعتُ زُهَير البَابي (٦) وقال لشيخٍ عنده ومعه ابنه: «هذا ابْنُكَ؟ قالَ: نعم، يَا أبا عبد الرحمن! قال: احْذرْ أَنْ يَرَاكَ عَلَى مَعْصِيَةٍ فَيَجْتَرِئَ عَلَيْكَ» (٧).

[١٠١٥] حدثنا أحمد بن محمد بن عُروة الكاتب (٨)، نا عَلاَّن بن شِهَاب (٩)، وشِهَاب بن

---

(١) عمر بن أحمد بن علي بن إسماعيل أبو حفص القطان، المعروف بالدري، توفي سنة (٣٢٧ هـ).
قال الخطيب: «كان ثقة». تاريخ بغداد (١١/ ٢٢٩).
(٢) إبراهيم بن شيبان أبو إسحاق القِرْمِيسِيني الصوفي، توفي سنة (٣٣٧ هـ).
كان من مشايخ الصوفية.
انظر: الحلية (١٠/ ٣٦١)، تاريخ دمشق (٦/ ٤٤١)، السير (١٥/ ٣٩٢).
(٣) محمد بن إسماعيل، توفي سنة (٢٩٩ هـ).
قال الذهبي: «أحد مشايخ الصوفية». تاريخ الإسلام (٦/ ١٠١٦).
(٤) أخرجه أبو نعيم في الحلية (١٠/ ١٧٧) عن أبي بكر محمد بن أحمد الدِّيْنَوَرِي، عن إبراهيم بن شيبان به نحوه، وفي آخره قال: «ثم سارت بين السماء والأرض».
قلت: الحكاية باطلة، وتقدَّم بيان ما فيها في المقدمة في ترجمة المصنف مبحث عقيدته.
(٥) كذا في الأصل: (القرشي)، ولم يتبيَّن لي، ولعل الصواب الحَرَشي، وهو لين كما في التقريب.
(٦) زهير بن نعيم البابي السَّلولي أبو عبد الرحمن السجستاني نزيل البصرة، قال عنه الحافظ في التقريب: «عابد».
(٧) لم أقف عليه.
(٨) هو أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجراح أبو الحسن النهشلي، المعروف بابن الجندي.
(٩) لم أقف على ترجمته، وكذا الذي بعده.