للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحمد بن يعقوب المعروف بابن البوَّاب المقرئ، أخبرني مَكحول بن عبد الله الشَّامي (١) في كتابه، حدَّثني علي بن أبي المَضَاء (٢)، نا داود بن معاذ، نا عبد الوارث بن سَعيد، قال أبو عَمرو بن العلاء: «فِي القُرْآنِ أَرْبَعَةُ مَوَاضِعَ لَحْنٌ، ﴿إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ (٣)، وقوله: ﴿فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ﴾ (٤)، قال: هُوَ: ﴿وَأَكُونَ﴾، و ﴿سَلَاسِلَ﴾ (٥)، قال: لَا تُنَوِّنهَا،


(١) محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي، لقبه مكحول، توفي سنة (٣٢١ هـ).
قال السمعاني: «من ثقات المشايخ»، وقال الذهبي: «كان ثقة من أئمَّة الحديث».
انظر: الأنساب (١/ ٤٢٨)، السير (١٥/ ٣٣).
(٢) علي بن محمد بن علي بن أبي المضاء المصيصي القاضي.
(٣) طه، آية: ٦٣.
وهي قراءة الأكثر.
وقرأ ابن كثير وحفص: ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ بتخفيف النون، إلاَّ أنَّ ابن كثير شدَّد نون
﴿هَاذَانِ﴾.
وقرأ أبو عمرو بن العلاء: إِنَّ ﴿هَاذَ يْنِ لَسَاحِرَانِ﴾.
انظر: التبصرة (ص ٤٢٢)، والوافي في شرح الشاطبية (ص ٢٦٢).
وتوجيه قراءة من قرأ بتشديد ﴿إِنَّ﴾ ورفع ﴿هَذَانِ﴾ أنَّها لغة لكنانة، يجعلون ألف الاثنين في الر فع والخفض والنصب على لفظ واحد، كقول الشاعر:
إنَّ أباها وأبا أباها … قد بلغا من المجد غايتاها
واستظهر الزجاج جواباً آخر، وعرضه على شيخيه إسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن يزيد فارتضياه، وهو: ﴿إِنَّ﴾ قد وقعت موقع (نعم)، وأنَّ اللاَّم وقعت موقعها، وأنَّ المعنى: هذان لهما ساحران.
انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٣/ ٣٦٢، ٣٦٤).
(٤) المنافقون، آية: ١٠.
وهذه قراءة القراء كلِّهم إلاَّ أبا عمرو، فإنَّه قرأ: ﴿وَأَكُونَ﴾ بالواو وفتح النون.
انظر: التبصرة (ص ٥٣١)، والوافي في شرح الشاطبية (ص ٣٠٣).
قال الزجاج في توجيه قراءة الجمهور: «﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ جواب ﴿لَوْلَا أَخَّرْتَنِي﴾، ومعناه: هلاَّ أخرتني، وجزم ﴿وَأَكُنْ﴾ على موضع ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾؛ لأنَّه على معنى: إن أخرتني أصدَّقْ وأكنْ من الصالحين، ومن قرأ ﴿وَأَكُونَ﴾ فهو على لفظ فأصدَّقَ وأكونَ.
انظر: معاني القرآن وإعرابه (٥/ ١٧٨).
(٥) الإنسان، أية: ٤.
وهذه قراءة الأكثر، وقرأ نافع وأبو بكر وهشام والكسائي: ﴿سَلَاسِلا﴾ بالتنوين.
ووقف عليها قنبل وحمزة بغير ألف، ووقف الباقون بألف.
انظر: التبصرة (ص ٥٤٦)، والوافي في شرح الشاطبية (ص ٣٠٧).
قال الزجاج: «الأجود في العربية ألاَّ يُصرف ﴿سَلَاسِلَ﴾، ولكنه لما جُعلت رأس آية صُرفت ليكون آخر الآي على لفظ واحد». معاني القرآن (٥/ ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>