ثمَّ تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية (٧٧١ هـ)، والحافظ ابن كثير (٧٧٤ هـ) في البداية والنهاية، وغيرهم.
ثم توالت التراجم إلى عصرنا، فتناوله بعض الباحثين في أطروحاتهم العلمية، من مستشرقين ومسلمين، منهم:
الدكتور شير محمد زمان في تحقيقه لمعجم السفر للسِّلفي، ترجم له في مقدمة الكتاب ترجمة مطولة، إلاَّ أنَّها باللغة الإنكليزية.
وكتب عنه محمد محمود زيتون كتابه: الحافظ السِّلفي أشهر علماء الزمان، وهو مطبوع في مجلد لطيف.
كما تناوله الدكتور حسن عبد الحميد صالح في أطروحته الدكتوراه بالدراسة، وكانت ترجمة الحافظ السِّلفي القسم الأول من أطروحته، وقد طُبع الكتاب، وهي أنفس وأحسن ترجمة للسِّلفي، اجتهد في جمع مادة الترجمة من مختلف الكتب، وكتبها بأسلوب أدبيٍّ، لا يملُّ قارؤها، ولو قرأها مراراً، سمَّاه: الحافظ أبو طاهر السِّلفي، وقد استفدت من هذا الكتاب فوائد جمَّة، لكن لمَّا كانت طباعة الكتاب سنة (١٩٧٧ م) أي بنحو ثمان وعشرين سنة، وتوفي مؤلفه قبل طباعته بعام استدرك عليه مَن جاء بعده، خاصة في ذكر مؤلفات السِّلفي المطبوع منها والمخطوط.
ومن أحسن مَن ذكر مؤلفاته ما قام به محققا الطيوريات للسِّلفي (١)، من دراسة وافية لجميع مؤلفات السِّلفي، وقد فاتتهم أشياء نبَّهت عليها في موضعها.
كما تُرجم للسِّلفي في مقدِّمات كتبه المطبوعة، وغالب تلك التراجم مختصرة، تناسب حجم الرسائل والأجزاء المطبوعة.
ولما كان السِّلفي قد تناوله المعاصرون بالترجمة، وكُتبت عنه دارسة موضوعية
(١) وهما: دسمان يحيى معالي، وعباس صخر الحسن، ونالا به درجة الماجستير بالجامعة الإسلامية، وطُبع الكتاب بمكتبة أضواء السلف بالرياض عام (١٤٢٥ هـ) في أربعة مجلدات.