للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المحدِّثين عن تقليد الأئمة المجتهدين، فكيف بالمبتدعة الدجَّالين، وعُرفوا بالوقوف عند الآثار والعمل بها، ولا يعْدونها إلى قول غير المعصوم إلاَّ في الاجتهاديات المحضة التي لا نصَّ فيها» (١)، وكان متبعاً لهؤلاء الأعلام، وقد أنشأ قصيدة فيها الذَّبُّ عن المعتقد الصحيح في الأسماء والصفات، وبيان ما كان عليه العلماء الأعلام في ذلك، وفيها الحث على اتباع السنة واقتفاء آثار ومنهج مَن مضى من ذوي العلم والمعرفة والتُّقَى، ابتدأها بقوله:

ضلَّ المعطل والمجسِّم مثله … عن منهج الحق المبين ضلالَا

وأنهاها بقوله:

والأصلُ ما كان الرسول وصحبُه … قِدماً عليه وما سواه فلَا لَا

وهي صغيرة الحجم في تسع وعشرين بيتاً.

وممَّا يدل على صحة اعتقاده واقتفائه ما كان عليه سلف الأمة أنَّه روى في المشيخة البغدادية نصوصاً كثيرة عن السلف الصالح، وفيها بيان المعتقد الصحيح في الأسماء والصفات، وإثبات القدر، وكلام الله، وعدم التعرض للصحابة، وحبهم والترضي عنهم، بل روى اعتقادات أئمة السلف كالإمام أحمد والشافعي، فروى عن شيخه أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قراءة عليه، قال: وقال لي: والله لو رحلتَ إلى هذه لَمَا ضاعت رحلتُك، قال: أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، قال: سمعتُ أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمئة، نا الحسن بن إسماعيل الرَّبَعي، قال: قال لي أحمد بن حنبل إمام أهل السُّنَّة والصابرُ لله ﷿ تحت المِحنة:

«أَجْمَعَ سَبْعُونَ رَجُلاً مِنَ التَّابعِينَ وَأَئِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَأَئِمَّةُ السَّلَفِ وَفُقَهَاءُ الأَمْصَارِ عَلَى أَنَّ السُّنَّة الَّتِي تُوُفِّيَ عَلَيْهَا رَسُولُ الله أَوَّلُهَا: الرِّضَا بقَضَاءِ الله ﷿ وَالتَّسْلِيمُ لأَمْرِهِ، وَالصَّبْرُ عَلَى حُكْمِهِ، وَالأَخْذُ بِمَا أَمَرَ اللهُ بهِ، وَالنَّهْيُ عَمَّا نهَى اللهُ عَنْهُ، وَإِخْلَاصُ


(١) من كلام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي كما في آثاره (٣/ ٥٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>