للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسمعت ابن أبي العَصَب يعني الأُشْنَانِي يقول: سمعتُ أحمد بن أبي عَوف يقول: سمعتُ هارون الفَرْوي يقول: «لَمْ أَسْمَعْ أَحَداً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ بِالمَدِينَةِ وَأَهْلِ السُّنَّة إِلاَّ وَهُمْ يُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ قَالَ القُرْآنُ مَخْلُوقٌ، وَيُكَفِّرُونَهُ، وَأَنَا أَقُولُ بِذَلِكَ، هَذِهِ السُّنَّةُ».

قال أحمد: وأنا أقول بمثل ذلك، قال ابن أبي العَصَب: وأنا أقول بمثل ذلك، قال الجوهري: وأنا أقول بمثل ذلك، قال لنا أبو غالب: وأنا أقول بمثل ذلك، قال السِّلَفي فيما أنبأني: ونحن نقول بذلك، قال إبراهيم (١): وأنا أقول بذلك (٢).

وروى أيضاً آثاراً كثيرة في مدح أهل الحديث وأنَّهم أتباع النبي ورفقاؤه، والواردون حوضه يوم القيامة، وهم الحافظون للشريعة المحمدية.

وكان السِّلفي أثناء إقامته في الإسكندرية تحت ظل دولة شيعية فاطمية من سنة (٥١١ هـ) إلى زوال ملكهم سنة (٥٦٧ هـ) على يد الأمير صلاح الدين الأيوبي، ومع ذلك كان ينشر عقيدة السلف، خاصة في الصحابة ، ويحدِّث بفضائلهم ومآثرهم، ويذكر الرافضة ومثالبهم، وفي المشيخة نصوص عدة في ذلك.

ومع هذا ما كان يثير فتناً مع دولة الفاطميين، ولا يصطدم برجالها السياسيين، بل كان يتخلص إذا اختبروه بالمعاريض وحسن الجواب، تخلصاً من بطشهم وإيذائهم له، ذكر في كتابه معجم السفر أنَّ همام بن سوار اللخمي أحد ولاة الفاطميين قال له مختبراً رأيه في الدولة الفاطمية: «ما الخلفاء عندي سوى العلماء»، قال السِّلفي: «وذلك بمحضر من جماعة من الأمراء، فتداركت الأمر وقلت: ما أبعدَ الأمير ـ وفقه الله ـ فقد روي عن النبي أنَّه قال: اللهم ارحم خلفائي، قالوا: يا رسول الله! ومن خلفاؤك؟ قال: قوم يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي ويعلِّمونها الناس. لكن النبي لمَّا توفي ورَّث العلم والسيف، فالعلم للعلماء يقولون ما أمر به الشارع والسيف


(١) هو إبراهيم بن عثمان بن عيسى بن درباس الماراني، رواي المشيخة عن السِّلفي.
(٢) انظر النصان: (٧٥، ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>