(٢) سعيد بن سلمة بن أبي الحُسام. (٣) هو أبو بكر بن المنكدر، ليس له اسم. (٤) صحيح لغيره. وهو عند أبي بكر الشافعي (٢/ ٢٥٧). وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (٣/ ١٢٣) عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة، عن عبد الله بن رجاء الغداني به. وقد اختلف على سعيد بن أبي سلمة بن أبي الحُسام في إسناده، فرواه عبد الله بن رجاء عنه كما تقدَّم، وخالفه اثنان، عبد الصمد بن عبد الوارث، ومحمد بن عبد الله بن أبي الشوارب. أخرجه أبو يعلى في مسنده (٢/ ٣٣) من طريق عبد الصمد. وذكره الدارقطني في العلل (١١/ ٢٧٥) عن ابن أبي الشوارب تعليقاً، كلاهما عن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن عمرو بن سليم، به، ولم يذكرا في إسناده أبا بكر بن المنكدر. ولعل هذا الاختلاف من سعيد بن أبي سلمة نفسه، فهو صدوق صحيح الكتاب، يخطئ من حفظه كما في التقريب. ومحمد بن المنكدر إنَّما يروي هذا الحديث عن أخيه وليس عن عمرو بن سليم. قال الدارقطني: «وإنَّما رواه محمد بن المنكدر عن أخيه أبي بكر، عن عمرو بن سليم، عن أبي سعيد». العلل (١١/ ٢٧٦). قلت: ويؤيِّد ذلك أنَّ شعبة وغيرَه رووه عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم، عن أبي سعيد. أخرجه البخاري في صحيحه (١/ ٢٦٤) (٨٨٠) من طريق شعبة. ومسلم في صحيحه (٢/ ٥٨١) من طريق بكير بن الأشج، كلاهما عن أبي بكر بن المنكدر به. وفي الحديث لون آخر من الاختلاف على أبي بكر بن المنكدر، رواه مسلم في صحيحه أيضاً من طريق سعيد بن أبي هلال، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، وزاد في إسناده عبد الرحمن بن أبي سعيد. وذكر ذلك الدارقطني في العلل (١١/ ٢٧٣ ـ ٢٧٦) ورجَّح الإسناد الزائد على الناقص. واستظهر ابن حجر أن يكون عمرو بن سليم سمعه مرة من عبد الرحمن بن أبي سعيد، ثم سمعه من أبي سعيد نفسه، أو أنَّ رواية مسلم من باب المزيد في متصل الأسانيد. انظر: فتح الباري (٢/ ٤٢٥)، تغليق التعليق (٢/ ٣٥٠ ـ ٣٥١). ومال ابن رجب إلى تقوية رواية البخاري الناقصة على رواية مسلم. انظر: فتح الباري له (٨/ ٨٤ ـ ٨٦). والذي يظهر أنَّ الراجح ما ذكره ابن حجر من الوجه الأول، ويكون عمرو بن سليم سمعه مرة نازلاً، ثم سمعه عالياً عن أبي سعيد من غير واسطة، ويؤيِّده قوله في رواية البخاري: «أشهد على أبي سعيد»، والله تعالى أعلم.