للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٣٣] أخبرنا عثمان، نا حسين بن حُميد (١)، نا مسلم بن إبراهيم، نا حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرة، عن عائشة أنَّها قالت: «كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ الصُّبْحَ فَنَنْصَرِفُ مَا يَعْرِفُ بَعْضُنَا بَعْضاً» (٢).

[١٣٤] أخبرنا عثمان، نا حُسين، نا علي بن بَهْرام أبو حُجَيَّة العطَّار (٣)، نا ابن أبي كَريمة (٤)، عن ابن جريج، عن عطاء (٥)، عن جابر، عن النَّبِيِّ قال: «المُؤْمِنُ مَأْلُوفٌ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ، وَخَيْرُ النَّاسِ مَنْ نَفَعَ النَّاسَ» (٦).


(١) ابن الربيع اللخمي الخزاز الكوفي.
قال عنه مطيَّن: «كذاب ابن كذاب ابن كذاب».
وقال ابن عدي بعد أن ذكر حكايةً من طريقه فيها طعن ابن أبي شيبة في ابن معين، قال:
«وهذه الحكاية لم يحكها عن أبي بكر بن أبي شيبة غير حسين بن حميد هذا، وهو متَّهم في هذه الحكاية … والحسين بن حميد عندي متَّهم كما قال مطيَّن».
وقال الخطيب: «كان فهماً عارفاً، وله كتاب مصنف في التاريخ».
انظر: الكامل (٢/ ٣٦٨)، تاريخ بغداد (٨/ ٣٨)، الميزان (٢/ ٥٦)، اللسان (٢/ ٣٨٠).
(٢) سنده ضعيف جدًّا.
فيه الحُسين بن حميد، وهو متهم وإن كان عارفاً.
ويغني عن الحديث ما رواه مالك في الموطأ (١/ ٣٥) (٤)، ومن طريقه أخرجه البخاري في صحيحه (١/ ٢٦٠) (٨٦٧)، ومسلم في صحيحه (١/ ٤٤٦) عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت: «إن كان رسول الله لَيُصلِّي الصبحَ، فينصرفُ النساءُ متلفِّعات بمروطهنَّ ما يُعرفن من الغلس».
(٣) من أهل إفريقية، انتقل إلى العراق فسكنه إلى حين وفاته.
وحُجَيَّة: بضم الحاء وفتح الجيم وتشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها.
ذكره الخطيب وابن ماكولَا ولم يذكرا فيه توثيقاً ولا تجريحاً.
انظر: تاريخ بغداد (١١/ ٣٥٣)، الإكمال (٢/ ٣٩٥).
(٤) هو عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري، أبو يزيد المغربي، وهو صدوق.
(٥) هو ابن أبي رباح.
(٦) ضعيف.
وهو في الجزء الثاني من الفوائد المنتقاة العوالي الحسان، رواية ابن شاذان عن شيوخه (ل: ١٠٦/ ب ـ ضمن مجموع).
وأخرجه البيهقي في الشُّعب (١٣/ ٣٣٧) عن ابن السمَّاك به.
وفيه حسين بن حميد، وتقدَّم أنَّه متَّهم، لكن جاء الحديث من غير طريقه.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٥٨)، والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ١٠٨)، (٢/ ٢٢٣) (واختصره في الموضع الثاني) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، عن علي بن بهرام به.
وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلاَّ عبد الملك بن أبي كريمة، تفرَّد به عليُّ ابن بهرام».
قلت: ومحمد بن عبد الله الحضرمي هو مطيَّن، الإمام الحافظ الثقة، فيبقى النظر فقط في ابن بهرام، فلم يُذكر بجرح ولا تعديل، فهو مستور.
وقد روي الحديث من طريق آخر عن ابن جريج، لكن لا يُفرح به، أخرجه الدارقطني في الأفراد (٢/ ٣٧٠ ـ أطرافه)، وابن حبان في المجروحين (٢/ ٧٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٨/ ٤٠٤) من طريق عمرو بن بَكر السَّكسكي، عن ابن جريج به.
قال الدارقطني: «غريب من حديث ابن جريج عنه، تفرَّد به عمرو بن بكر السكسكي، عنه».
قلت: لم يتفرَّد به، بل رواه أيضاً عبد الملك بن أبي كريمة كما تقدَّم.
وفي هذا السند عمرو بن بَكر السَّكْسَكِي، وهو متروك، قال عنه ابن حبان: «من أهل الرملة، يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج وغيرِهما من الثقات الأوابد والطامات التي لا يشكُّ مَن هذا الشأن صناعته أنَّها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الاحتجاج به».
والحاصل أنَّ الحديث عن جابر ضعيف؛ لجهالة علي بن بهرام.
وروي الحديث عن أبي هريرة وابن مسعود بأسانيد مختلف فيها، ذكرها الدارقطني وغيره، ورجَّح الرواية الموقوفة على ابن مسعود. انظر تفصيل ذلك في: العلل (٥/ ٢٣١)، (٨/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>