للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ ـ طريق الشراء، فاشترى الكثير من الكتب مدَّة تجواله ومقامه، قال المنذري:

«كان السِّلفي مُغْرًى بجمع الكتب، وما حصل له من المال يخرجه في ثمنها» (١)، وقال السِّلفي في ترجمة أحمد بن علي المُوَفَّقي: «ابن الموفقي هذا كُتبيٌّ مشهور بمصر، اشتريت منه بها كثيراً من الكتب» (٢).

وكانت كتبه التي ينسخها أو التي يشتريها تكثر عليه في رحلاته، ويثقله ويصعب عليه حملها معه، فكان يودعها مَن يثق به من أصحابه في مدن شتى، وينفذ بعضها إلى أصبهان طمعاً في الرجوع إليها، فأودع كتباً ببغداد، وأخرى بثغر آمد، وبسلَماس، وأذربيجان، وغيرها.

ولَمَّا استقرَّ به المقام في الإسكندرية حُملت له بعضها من أصبهان (٣)، وقد ذكر أحدَ هؤلاء الذين كانت لهم يَدٌ في حمل كتبه إليه، وشَكَرَ له سَعيَه، وترحَّم عليه، فقال في ترجمة أبي العباس أحمد بن مروان الشاطبي التاجر: «أبو العباس هذا أندلسي صالح، وله عليَّ يد لاجتهاده وفي إيصاله ما حمل إليَّ من أصبهان من سماعاتي وأجزائي التي كتبتها بكلِّ قطر وأنفذت بها إلى أصبهان طمعاً في الرجوع إليها، ولم يتفق، فأحببت إحياء ذكره والترحم عليه ) (٤).

وأما مكتبته التي أنشأها في الإسكندرية، فكانت عامرة بالكتب والأجزاء، قال المنذري: «كان عنده خزائن كتب لا يتفرَّغ للنظر فيها، فعفنت وتلصقت لنداوة البلد، فكانوا يخلصونها بالفأس، فتلف أكثرها» (٥).

هذا في الكتب والأجزاء التي سمعها ونسخها وتملَّكها، وأمَّا مصنفاته فكثيرة،


(١) تذكرة الحفاظ (٤/ ١٣٠٣).
(٢) معجم السفر (ص ١٩).
(٣) انظر: الأربعين البلدانية (ص ٢٨)، الوجيز (ص ٥٧، ٦٦).
(٤) معجم السفر (ص ٢٣).
(٥) تذكرة الحفاظ (٣/ ١٣٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>