للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٧٤] أخبرنا الشيخ هبةُ الله أيضاً، أنا أبو طالب محمد بن إبراهيم بن غيلان، أنا

أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، نا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بحلب (١)، نا عَمرو بن عثمان (٢)، نا الوليد (٣)، [عن] (٤) ابن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنَّ النَّبِيَّ قال: «البَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ» (٥).


(١) أبو بكر الأسدي الحلبي، المعروف بالأسير.
ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٣/ ٣٦٣)، ولم يذكر فيه شيئاً.
(٢) ابن سعيد القرشي، أبو حفص الحمصي.
(٣) هو ابن مسلم الدمشقي.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، والتصويب من (ف).
(٥) صحيح.
وهو عند أبي بكر الشافعي في الغيلانيات (٢/ ٣٦٩).
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ٢/ ٣١٩) عن عبد الله بن محمد بن سلم.
وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٦/ ٢٧٩)، (٤٧/ ٢٣٦) من طريق أبي عروبة، وأحمد بن عمير، ثلاثتهم عن عَمرو بن عثمان به.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (٩/ ١٦) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي.
وابن عدي في الكامل (٥/ ٢٥٩)، والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ٥٧)، والخطيب في تاريخ بغداد (١١/ ١٦٥)، والجامع (١/ ١٧٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٧/ ٣٢٥) من طريق عيسى بن عبد الله العسقلاني.
وأبو نعيم في الحلية (٨/ ١٧١، ١٧٢)، والرافعي في التدوين (٤/ ١٠٩)، والذهبي في السير (٨/ ٤١٠) من طريق نعيم بن حماد. (وتصحف في الحلية إلى جياد)
والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ٥٧) من طريق الخطاب بن عثمان.
والبيهقي في الشُّعب (٢٠/ ١١١) من طريق حيوة وابن أبي السري.
وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٦/ ٢٧٦)، (٤٧/ ٣٢٦) من طريق كثير بن عُبيد، كلُّ هؤلاء عن الوليد بن مسلم به.
والسند ظاهره الصحَّة، والوليد بن مسلم مدلِّس إلاَّ أنَّه صرَّح بالتحديث عند ابن حبان، ووقع عند أبي نعيم في آخره قول نعيم بن حماد: «قلت للوليد: متى سمعتَ من ابن المبارك؟ قال: في الغزو».
وتابع الوليد بنَ مسلم عليه جماعةٌ:
أخرجه أبو يعلى في المسند (٣/ ٣٨)، والضياء في المختارة (١٣/ ٣٤٦، ٣٤٧) من طريق محمد ابن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي.
والحاكم المستدرك (١/ ٦٢)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (١/ ٣٥٥)، والبيهقي في الشُّعب (٢٠/ ١١٢) من طريق نعيم بن حماد.
والحاكم في المستدرك (١/ ٦٢)، والبيهقي في الشُّعب (٢٠/ ١١٣) من طريق عبد الوارث بن عبيد الله، ووقع في المستدرك والشعب (وارث بن عبيد الله)، والتصويب من إتحاف المهرة (٧/ ٦٠١).
وابن عدي في الكامل (٢/ ٧٧) من طريق بقية، ثلاثتهم عن ابن المبارك به.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
وقد أعلَّ بعضُ أهل العلم هذا الحديثَ بالإرسال، قال ابن عدي: «وهذا رواه عن ابن المبارك جماعة، والأصل فيه مرسل». الكامل (٥/ ٢٥٩)، (٢/ ٧٧).
وقال ابن أبي حاتم: «سمعتُ أبي وذكر حديثاً رواه الوليد عن ابن المبارك بأرض الروم، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال رسول الله (وذكره) قال أبي: حدَّثنا نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة: أنَّ النَّبِيَّ كان يستاك، فأمر أن يكبِّر، يعني يدفع السواك إلى أكبرهم». علل الحديث (٢/ ٣١٣).
قلت: نعيم بن حماد اضطربت الروايات عنه في هذا الحديث، وهو متكلَّمٌ فيه، فتارة يرويه عن الوليد، عن ابن المبارك موصولاً كرواية الجماعة، وتارة يرويه عن ابن المبارك من غير واسطة، وتارة، عنه، عن خالد، عن عكرمة مرسلا بلفظ مغاير للفظ الجماعة، كما ذكر ابن أبي حاتم، وتارة يرويه، عن ابن المبارك موصولاً بلفظ: «الخير مع الأكابر» كما عند البزار (٢/ ٤٠٢ ـ كشف الأستار). فهذا كلُّه من اضطرابه فيه.
ولم أقف على الروايات المخالفة لرواية الوليد ومن تابعه موصولاً، إلاَّ ما ذكره الخطيب أنَّ هشام بن عمار رواه عن الوليد مرسلاً، كما في تاريخ بغداد (١١/ ١٦٥)، وأعلَّه بعيسى بن عبد الله
ـ أحد الرواة عن الوليد بن مسلم ـ وهو متهم بسرقة الحديث كما في الكامل لابن عدي (٥/ ٢٥٨)، إلاَّ أنَّه لم ينفرد به عن الوليد، فقد رواه جماعة عنه كما سبق موصولاً، فرواية هشام بن عمار المخالفة للروايات عن الوليد شاذة.
وقد يُفهم من كلام ابن حبان تعليل هذه الرواية الموصولة أيضاً، فقد قال في الصحيح (٢/ ٣٢٠): «لم يُحدِّث ابن المبارك هذا الحديثَ بخراسان، إنَّما حدَّث به بدرب الروم، فسمع منه أهلُ الشام، وليس هذا الحديث في كتب ابن المبارك مرفوعاً».
قلت: ابن المبارك حدَّث بهذا الحديث بالشام، وحدَّث به عنه بعض أصحابه المراوزة، كنعيم بن حماد، إلاَّ أنَّه اضطرب فيه، ورواه عنه أيضاً كرواية أهل الشام: عبد الوارث بن عبيد العتكي المروزي، كما تقدَّم عند الحاكم والبيهقي، وهو صدوق وكان من أصحاب ابن المبارك.
والذي يظهر أنَّ الحديث صحيح، فابن المبارك إمامٌ حافظ، وقد ثبتت عنه الرواية موصولة، ولا يضره من أرسله عنه ممَّن روى عنه الحديث، ولا عدم وجود الحديث في كتبه مرفوعاً.
وله طريق آخر أخرجه السمعاني في أدب الإملاء (٢/ ٤٧٢، ٤٧٣) من طريق خالد ـ وهو الطحان ـ عن خالد الحذاء به، لكن في الإسناد إليه من لا يُعرف.
والحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الحاكم والذهبي، كما تقدَّم، والألباني في الصحيحة (٤/ ٣٨٠) (١٧٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>