كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء الثالث من المشيخة البغدادية - من حديث أبي الحسن بن الخل - ج: 1 - ص: 495

[٢٣٥] أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران، نا أبو الحسن عبد الباقي ابن قانع القاضي الحافظ، نا محمد بن يحيى بن المنذر أبو سليمان القزاز، نا أبو زيد سعيد بن أوس، نا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال: «لَوْ يَعْلَمُ المُتَخَلِّفُونَ عَنْ صَلَاةِ العِشَاءِ وَالصُّبْحِ مَا فِيهِمَا مِنَ الخَيْرِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً عَلَى أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ» (١).

[٢٣٦] أخبرنا أبو القاسم، نا عبد الباقي، نا أحمد بن [يحيى] (٢) الأحول أخو خازم، نا عَتيق ابن يعقوب (٣)، نا داود بن عبد الرحمن (٤)، نا منصور بن صفية (٥)، عن أمِّه، عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَاراً كَثِيراً» (٦).

---

(١) صحيح لغيره.
ولم أقف عليه عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة إلاَّ من هذا الطريق، وفي سنده سعيد بن أوس، وهو صدوق يهم كما في التقريب.
وأخرجه أحمد في المسند (٢٠/ ١٣) عن عبد الصمد، عن أبيه، عن سنان أبي ربيعة، عن أنس.
وفيه سنان أبو ربيعة، وهو صدوق فيه لين، كما في التقريب.
وأخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع (٢/ ٢٦) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن الحسن ابن أبي جعفر، عن ثابت البناني، عن أنس.
وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري، وهو ضعيف، ومنهم من تركه.
انظر: تهذيب الكمال (٦/ ٧٣)، تهذيب التهذيب (٢/ ٢٢٧).
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري في صحيحه (١/ ١٩٠) (٦١٥)، ومسلم (١/ ٣٢٥).
(٢) في الأصل: (محمد)، ولعل الصواب المثبت، وتقدَّم ذكره برقم: (١٦٠).
وأخوه خازم هو ابن يحيى الحلواني.
(٣) عَتيق بن يعقوب بن صُديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير أبو بكر القرشي المدني. وثقه الدارقطني وابن حبان.
انظر: الثقات (٨/ ٥٢٧)، اللسان (٤/ ١٢٩).
(٤) العطار المكي.
(٥) وهو منصور بن عبد الرحمن الحَجَبي، وأمُّه صفية بنت شيبة.
(٦) سنده رجاله ثقات، والحديث مختلف في رفعه ووقفه، وله شاهد.
وهو عند ابن بشران في أماليه (٢/ ٢٢٨).
ورواه سفيان الثوري عن منصور، إلاَّ أنَّه اختلف عليه في رفعه ووقفه.
فأخرجه أبو نعيم في الحلية (١٠/ ٣٩٥)، وفي ذكر أخبار أصبهان (١/ ٣٣٠)، والخطيب في تاريخه (٩/ ١١٠، ١١١) من طريق النعمان بن عبد السلام، عن الثوري، عن منصور به مرفوعاً.
وخالفه محمد بن يوسف الفريابي، فرواه عن الثوري به موقوفاً على عائشة، أخرجه من طريقه البيهقي في الشُّعب (٢/ ٥٤٥).
ورجَّح البيهقيُّ الطريق الموقوف، فقال: «هذا هو الصحيح موقوفاً، وروى النعمان بن عبد السلام عن سفيان مرفوعاً، وروي من حديث داود بن عبد الرحمن، عن منصور بن صفية كذلك مرفوعاً».
قلت: النعمان بن عبد السلام ثقة، وعدَّه أبو الشيخ الأصبهاني أرفعَ الأصبهانيِّين في الثوري، كما في طبقات المحدثين بأصبهان (٢/ ١٦٦).
لكن لا يلحق درجة محمد بن يوسف الفريابي في الثوري، فهو في الطبقة الثانية من أصحابه بعد أبي نعيم وابن مهدي، كما في شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٢٢).
ويؤيِّد رواية الوقف متابعة حماد بن سلمة للثوري (على الرواية الموقوفة)، أخرجه من طريقه هناد في الزهد (٢/ ٣٣٩).
وجاء الحديث مرفوعاً من حديث عبد الله بن بُسر، عند النسائي في الكبرى (٦/ ١١٨)، وابن ماجه في السنن (٢/ ١٢٥٤) (٣٨١٨)، والبزار في المسند (٨/ ٤٣٣)، والبيهقي في الشُّعب (٢/ ٥٤٦).
وقال البوصيري: «إسناده صحيح رجاله ثقات».