وفيه النضر بن طاهر، متَّهم بسرقة الحديث، وتقدَّمت روايته لهذا الحديث بسند آخر برقم: (٢٧٤). وهذا الإسناد يرويه إبراهيم بن المنذر الحزامي وعبد الوهاب بن نجدة، عن الوليد به، إلاَّ أنَّ لفظه: «ذكر النَبِيّ ﷺ البراغيث، فقال: إنَّها لتوقظ للصلاة». أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٤٠) من طريق إبراهيم بن المنذر. والبيهقي في الشُّعب (٩/ ٣٩٩) من طريق عبد الوهاب بن نجدة. وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلاَّ سعيد بن بشير وسويد بن إبراهيم، ولم يروه عن سعيد إلاَّ الوليد بن مسلم». قلت: فلعل النضر بن طاهر سرقه من عبد الوهاب أو إبراهيم، ورواه باللفظ المتقدِّم. وسند الحديث من غير رواية النضر ضعيف، فيه سعيد بن بشير الأزدي، وهو ضعيف، قال ابن نمير: «منكر الحديث ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات»، وقال ابن حبان: «كان رديء الحفظ فاحش الخطأ، يروي عن قتادة ما لا يُتابع عليه». انظر: الجرح والتعديل (٤/ ٤/ ٧)، المجروحين (١/ ٣١٥)، تهذيب الكمال (١٠/ ٣٤٨)، تهذيب التهذيب (٤/ ٨). قلت: وقد روي الحديث بلفظ مقارب من حديث علي، أخرجه العقيلي في الضعفاء (٢/ ١٢٠)، والطبراني في الأوسط (٩/ ١٢٦، ١٢٧)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٢٢٥) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بنحوه. وهذا السند ضعيف جدًّا، فيه سعد بن طريف قال عنه الحافظ في التقريب: «متروك، رماه ابن حبان بالوضع، وكان رافضيًّا». وقال ابن حبان: «ولا يثبت عن النَبِيِّ ﷺ في البراغيث شيء». وانظر: المنار المنيف (ص ١٣٠).