وقد بيَّنت ما في كتاب السِّلفي من هذه الفوائد في مبحث منهجه في تصنيف الكتاب.
٣ ـ إنَّ كتب المشيخات تُعدُّ أيضاً وثائق هامة لمعرفة كثيراً من الأمور المتعلقة بغير الحديث وعلومه، فهي وثائق علمية لمجالات كثيرة من العلوم الإسلامية والإنسانية، فكثير من المصنفين في المعاجم يشيرون إلى الأحداث التي وقعت في زمن شيوخهم، خاصَّة إن كان الشيخ توفي في تلك الأحداث، وهذه وثائق تاريخية هامة، قد لا يجدها القارئ في مظانِّها (١).
وفي مشيخة السِّلفي معلومات كثيرة حول بغداد، من حيث المعالم الجغرافية فيها، فقد ذكر السِّلفي الأماكن والدور والمساجد والطرق والشوارع وغير ذلك من المعالم التي سمع فيها من شيوخه بالتفصيل، يبيِّن موقعها في مدينة دار السلام، وقد انفرد بذكر بعض تلك المناطق والمعالم عن سائر من ألف في معاجم البلدان فيما وقفت عليه.
وقد ذكرت تلك المواقع والمعالم في مبحث المعالم الجغرافية لمدينة بغداد المذكورة في المشيخة البغدادية.
فهذه وثائق تاريخية وجغرافية تمتاز بها كتب المشيخات عن سائر كتب الحديث.
٤ ـ تُعدُّ كتب المشيخات وثائق علمية دقيقة للسنة النبوية، فهي مصدر من مصادر السنة، ومصدر وثيق لمعرفة طرق الحديث، وتُعتبر أيضاً مصدراً لتوثيق مرويات السنة من كتبها الأصيلة، ففي الغالب يروي صاحب المشيخة تلك النصوص من كتب السنة المشهورة وغيرها.
وفي المشيخة البغدادية الكثير من تلك النصوص، حيث يصل المصنف إلى تلك
(١) ذكر بعض النماذج في ذلك د. موفق بن عبد الله في كتابه: «علم الأثبات .. » (ص ٢٣٠).