كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء الرابع من المشيخة البغدادية - من حديث أبي نصر المعمر - ج: 2 - ص: 626

وَإِنْ أَكْثَرُوا، فَيَا أَسَفِي عَلَى مَا فَرَّطْتُ، وَيَا سَوْأَتَاهُ عَلَى مَا قَدَّمْتُ» (١).

[٣٨٩] حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن فهد العلاَّف (٢) لفظاً، نا أبو حفص عمر بن شاهين لفظاً قال: «كَانَ في جِوَارِنا رَجُلٌ يُعْرَفُ بِأَبِي حَنِيفَةَ، فَقَالَ لِي يَوْماً: إِنَّ فِي جِوَارِي رَجُلاً يَقُولُ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَلَكِنْ. قَالَ أَبُو حَفْص: قُلْتُ: وَمَا مَعْنَى وَلَكِنْ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ لَا أُقَدِّمُ عَلَى عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَحَداً، فَقَالَ أَبُو حَفْصٍ: أَرْمَى اللهُ بمَقَادِيمِه، هَذَا شِمُعْزَلِيٌّ، فقالَ: وَمَا مَعْنَى شِمُعْزَلِي؟ قَالَ: هَذَا شِيعِيٌّ مُعْتَزِلِيٌّ» (٣).

[٣٩٠] أخبرنا أبو الحسن جابر بن ياسين بن الحسن بن محمويه (٤) كتابة، نا الإمام أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرائيني (٥)، نا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، نا أبو علي الحسن بن عبد الغفار بن عمر الأزدي (٦)، نا أحمد بن أبي الحواري، قال:

---

(١) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٩/ ١٧١) من طريق محمد بن أحمد المقدمي، عن أبي يعلى زكريا بن يحيى الساجي، عن الأصمعي به.
وأخرجه الدينوري في المجالسة (٦/ ١٧٠)، (٧/ ٢٩٦) من طريق المازني، عن الأصمعي.
وانظر عيون الأخبار لابن قتيبة (١/ ٣٩٠).
(٢) من أهل بغداد، ذكره السمعاني في شيوخ أبي الحسين محمد بن كامل الشاهد. المنتخب من معجم شيوخ السمعاني (٣/ ١٥٨٨).
(٣) لم أقف عليه.
(٤) العطار البغدادي، مولده سنة (٣٨٣ هـ)، وتوفي سنة (٤٦٤ هـ).
قال الخطيب: «كتبت عنه، وكان سماعُه صحيحاً».
تاريخ بغداد (٧/ ٢٣٩)، السير (١٨/ ٢٤٦).
(٥) أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد أبو حامد الفقيه الإسفرائيني، توفي سنة (٤٠٦ هـ).
قال الخطيب: «أقام ببغداد مشغولاً بالعلم حتى صار أوحدَ وقته، وانتهت إليه الرياسة، وعظُم جاهُه عند الملوك والعوام … وكان ثقة … وكان الناسُ يقولون لو رآه الشافعي لفرح به».
انظر: تاريخ بغداد (٤/ ٣٦٨)، طبقات الشافعية للسبكي (٤/ ٩١)، السير (١٧/ ١٩٣).
(٦) كذا وقع في الأصل و (ف): (أبو علي الحَسن بن عبد الغفار).
وقد ذُكر في رسم (الحُسين) من كتب الرجال، وذكره أيضاً بعضُهم باسم (الحسن بن غُفير)، وأورده ابن حجر في اللسان (٢/ ٢١٩) فقال: «الحسن بن عبد الغفار، يأتي في الحسن بن غفير»، وسمَّاه ابن عدي ـ وقد روى عنه ـ (الحسين)، وابن يونس: (الحسن بن غفير)، وقال: «كذاب يضع الحديث».
وقال الدارقطني: «متروك، كان بليَّة».
وقال ابن عدي: «كتبت عنه بمصر في الرحلتين جميعاً إلى مصر، ثنا عن سعيد بن عفير،
وعبد العزيز بن مقلاص، وغيرهما من شيوخ مصر، ولم يكن سنُّه يحتمل لقاءهم، وقد حدَّث بأحاديث مناكير».
انظر: سؤالات السهمي (ص ٢٠٥)، الكامل (٢/ ٣٦٧)، الميزان (٢/ ٤٠، ٦٣)، اللسان (٢/ ٢٩٥).