للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَاماً، فَكَانَتْ إِذا زَالَتِ الشَّمْسُ بِأَقَلَّ قَلِيلٍ سَمِعْتُ مُؤَذِّناً يُؤَذِّنُ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: يَا رَبِّ، هَذا المُؤَذِّنُ قَدْ رَاعَى مِنَ الزَّوَالِ أَكْثَرَ مِمَّا رَاعَيْتُ، فَأُرِيتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ قَائِلاً يَقُولُ لِي: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ للهِ ﷿ فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا مَلَكاً مُوَكَّلاً بالزَّوَالِ، فَإِذا زَالَتِ الشَّمْسُ أَذَّنَ فَأَذَّنَ النَّاسُ» (١).

[٤٧٠] أنبأنا أبو علي بن شاذان البزاز، أنا أبو علي الطُّوماري، سمعت عبد الله بنَ أحمد ابن حنبل يقول: «كُنْتُ مَعَ أَبي يَوْماً مِنَ الأَيَّامِ فِي المَنْزِلِ، فَدَقَّ دَاقٌّ البَابَ، قَالَ لِي: اخْرُجْ فَانْظُرْ مَنْ بالبَابِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذا امْرَأَةٌ، قَالَ: قَالَتْ لِي: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى أَبي عَبْدِ الله ـ يَعْنِي أَبَاهُ ـ قَالَ: فَاسْتَأْذنْتُهُ، فَقَالَ: أَدْخِلْهَا، قَالَ: فَدَخَلَتْ فَجَلَسَتْ وَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، وَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الله، أَنَا امْرَأَةٌ أَغْزِلُ باللَّيْلِ فِي السِّرَاجِ، فَرُبَّمَا طَفِئَ السِّرَاجُ، فَأَغْزِلُ فِي القَمَرِ، فَعَلَيَّ أَنْ أُبَيِّنَ غَزْلَ القَمَرِ مِنْ غَزْلِ السِّرَاجِ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهَا: إِنْ كَانَ عِنْدَكِ فِيهِمَا (٢) فَرْقٌ فَعَلَيْكِ أَنْ تُبَيِّنِي ذلِكَ، قَالَ: قَالَتْ له: يَا أَبَا عَبْدِ الله، أَنِينُ المَرِيضِ شَكْوَى؟ قَالَ: أَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ شَكْوَى، وَلَكِنَّهُ اشْتَكَى إِلَى الله ﷿، قَالَ: فَوَدَّعَتْهُ وَخَرَجَتْ، قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ! مَا سَمِعُتُ قَطُّ إِنْسَاناً يَسْأَلُ عَنْ مِثْلِ هَذا، اتْبَعْ هَذِهِ المَرْأَةَ فَانْظُرْ أَيْنَ تَدْخُلُ، قَالَ: فَاتَّبَعْتُهَا، فَإِذا قَدْ دَخَلَتْ إِلَى بَيْتِ بشْرِ بنْ الحَارِثِ، وَإِذا هِيَ أُخْتُهُ، قَالَ: فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ لَهُ، قَالَ (٣): فَقَالَ: مُحَالٌ أَنْ تَكُونَ مِثْلُ هَذِهِ إِلاَّ أُخْتَ بِشْرٍ» (٤).


(١) لم أقف عليه.
(٢) في (ف): (بينهما).
(٣) (قال) ليست في (ف).
(٤) أخرجه الخطيب في تاريخه (١٤/ ٤٣٦) عن الحسن بن أبي بكر بن شاذان به.
وانظر: طبقات الحنابلة (١/ ٤٢٧)، وبحر الدم (ص ٥١٣).
وأورده ابن أبي يعلى وغيره في ترجمة مخة بنت الحارث، ولبشر بن الحارث ثلاث أخوات، مخة ومضغة وزبدة، ذكرهنَّ الخطيب مجتمعات وقال: «كنَّ مذكورات بالعبادة والورع». تاريخ بغداد (١٤/ ٤٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>