للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٧١] أنبأنا أبو علي بن شاذان البزاز، أنا الطوماري، قال: سمعتُ إبراهيم الحربي يقول: «مَا رَأَيْتُ بعَيْنِي قَطُّ أَفْضَلَ مِن بشْرِ بنِ الحَارِث، وَقَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ» (١).

[٤٧٢] أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ (٢) لنفسه:

عَابَ قَوْمٌ عِلْمَ (٣) الحَدِيثِ وَقَالُوا … هُوَ عِلْمٌ طُلاَّبُهُ جُهَّالُ

عَدَلُوا عَنْ مَحَجَّةِ العِلْمِ لَمَّا … دَقَّ عَنْهُمْ فَهْمُ العُلُومِ وَمَالُوا

فَتَعَجَّبْتُ وَاسْتَمَرَّ بيَ العُجْبُ … لِعُظْمِ الَّذِي أَتَوْهُ وَقَالُوا

إِنَّمَا الشَّرْعُ يَا أُخَيَّ كِتَابُ … الله لَا مِرْيَةٌ وَلَا إِشْكَالُ

ثمَّ مِنْ بَعْدِهِ حَدِيثُ رَسُولِ … الله قَاضٍ يُفْضِي إلَيْه المَآلُ

ثمَّ إِجْمَاعُ هَذِهِ الأُمَّةِ اللاَّتِي … بإِجْمَاعِهَا يَكُونُ الكَمَالُ

وَالقِيَاسُ الَّذِي عَلَيْهِ مِقْدَارُ … الأَمْرِ حَقًّا وَمَا عَدَاهُ (٤) مُحَالُ

وَطَرِيقُ الآثَارِ يُعْرَفُ بالنَّقْلِ … وَلِلنَّقْلِ فَاعْلَمَنْهُ رِجَالُ

هَمُّهُمْ نَقْلُهُ وَنَفْيُ الَّذِي … قَدْ وَضَعَتْهُ عِصَابَةٌ ضُلاَّلُ

لَم يَنْوُا فِيهِ جَاهِدِينَ وَلَمْ … يَقْطَعْهُم عَنْ طِلَابِهِ الأَشْغَالُ

رَفَضُوا لَذَّةَ الحَيَاةِ اغْتِبَاطاً … بالَّذِي قَدْ حَوَوْهُ مِنْهُ وَنَالُوا


(١) لم أقف عليه.
(٢) محمد بن علي بن عبد الله بن محمد الشامي الساحلي أبو عبد الله الصوري، مولده سنة (٣٧٦ هـ)، وتوفي سنة (٤٤١ هـ).
قال الخطيب: «أقام ببغداد يكتب الحديث، وكان من أحرص الناس عليه، وأكثرهم كَتباً له، وأحسنهم معرفة به، ولم يقدم علينا من الغرباء الذين لقيتهم أفهم منه بعلم الحديث، وكان دقيق الخطِّ صحيح النقل … وكان صدوقاً، كتبت عنه وكتب عنِّي شيئاً كثيراً».
وقال ابن الطيوري: «وقد كتبتُ عن جماعة من الحفاظ فما رأيتُ مثلَه في الحفظ والإتقان».
انظر: تاريخ بغداد (٣/ ١٠٣)، المنتقى من السفينة البغدادية للسلفي (ص ٥٥، ٥٦)، تاريخ دمشق (٥٤/ ٣٧٠)، السير (١٧/ ٦٢٧).
(٣) في (ف): (على)، وهو خطأ.
(٤) في (ف): (عدا ذا).

<<  <  ج: ص:  >  >>