كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء الثامن من المشيخة البغدادية - من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ - ج: 2 - ص: 891

أبو عبد الرحمن المقرئ (١)، نا حَيْوَة (٢)، نا يحيى بن سعِيد الأنصاري، عن سعِيد بن المسيّب قال: «مَضَتِ السُّنَّةُ أن يُبدَأ بالعتَاقة فِي الوَصِيَّة» (٣).

[٧٢١] حدثنا أبو عبد الرحمن، نا ابن لهيعة، حدَّثني مِشرَح بن هَاعَان قال: سمعتُ عُقبة ابن عَامِر يقول: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «كُلُّ ميِّتٍ يُختَمُ عَلَى عَمَلِهِ إلاَّ المرَابطُ فِي سَبيلِ الله، فإنَّه يُجْرَى لَه عَمَلُه حتى يُبْعَثَ» (٤).

[٧٢٢] حدثنا أبو عبد الرحمن، نا ابن لهيعة، عن أبي الزُّبير، عن جابر بن عبد الله: «أنَّ رَسولَ الله ﷺ وقَّتَ لأهْلِ العِراقِ ذاتَ عِرْق» (٥).

---

(١) عبد الله بن يزيد.
(٢) حيوة بن شريح بن صفوان أبو زرعة المصري.
(٣) صحيح.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٢٧٦، ٢٧٧) عن أبي محمد الحسين بن علوسا، عن أبي بكر القطيعي به.
(٤) حسن لغيره.
وأخرجه أحمد في المسند (٣٠/ ٥٨٩)، والدارمي في السنن (٢/ ٢٧٨)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص ٢٨٩)، وابن عساكر في الأربعين في الحث على الجهاد (ص ٨٦)، وعفيف الدين ابن المقرئ في الأربعين في الجهاد والمجاهدين (ص ٨٥) من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ به.
وأخرجه أحمد في المسند (٣٠/ ٥٨٩، ٦٤٥، ٦٤٦)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص ٢٨٩) من طرق عن ابن لهيعة به.
وسنده ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة، ومشرح مختلف فيه، ولعل الصواب في أمره أنَّه صدوق وفي روايته عن عقبة بن عامر مناكير. انظر: تهذيب الكمال (٢٨/ ٧)، تهذيب التهذيب (١٠/ ١٤١).
وأخرجه الطبراني في الكبير (١٧/ ٣٠٧، ٣٠٨) من طريق آخر عن ابن لهيعة، عن أبي عشانة حي بن يؤمن، عن عقبة بن عامر به.
ولعل ابن لهيعة اضطرب في إسناده، والله أعلم.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، منهم سلمان الفارسي عند مسلم في صحيحه (٣/ ١٥٢٠)، وانظر: كتاب الجهاد لابن أبي عاصم (٢/ ٦٨٠ ـ ٧٠٩).
(٥) معلول.
وأخرجه أحمد في المسند (٢٢/ ٤٥٩)، والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٢٧) من طريقين عن ابن لهيعة به.
وابن لهيعة ضعيف.
وأخرجه مسلم في صحيحه (٢/ ٨١٤) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير: أنَّه سمع جابراً يُسأل عن المهل، فقال: سمعت ـ أحسبه رفع إلى النَّبي ﷺ ـ وذكره مطولاً.
ونازع الإمام مسلم في ثبوت توقيت النَّبي ﷺ ذات عرق لأهل العراق، ولم يُثبت شيئاً من ذلك، وحديث ابن جريج عن أبي الزبير مشكوك في رفعه، والذي وقَّت لأهل العراق ذات عرق هو عمر بن الخطاب ﵁.
انظر تفصيل ذلك في التمييز لمسلم (ص ٢١٢ ـ ٢١٥)، وأطراف الموطأ للداني (٢/ ٣٨٨).