للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٦٦] حدثنا أبو منصور محمد بن أحمد بن رَقبة الغَربي، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن إدريس البغدادي، نا جعفر بن علي بن سَهل الدَّقَّاق (١)، نا الحسن بن سَهل أبو علي البَرْمَكِي (٢)، نا أبي (٣)، عن يحيى بن أكثم القاضي قال: «دخلتُ على المأمون وهو جالسٌ للمظالِم، والعبَّاسُ ابنُه عن يَمينه، وكان مِن أحْسَنِ النَّاسِ وجهاً، قال: فجَعَلْتُ أتأمَّله، فنظَرَ إليَّ المأمون فزَجَرَنِي، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين! حدَّثني عبد الرزاق، عن معمر بن راشد، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله : (النَّظرُ إلى الوَجْهِ المَلِيحِ يَجْلُو البَصَرَ)، وإنَّ فِي بَصَرِي ضَعْفاً، فَأَرَدْتُّ أن أَجْلُوَهُ بالنَّظر إليه، فأَطْرَقَ ثمَّ رَفَعَ رأسَه إليَّ وأنشأَ يقولُ:

ألَا لله دَرُّكَ أيَّ قاض … رَمَتْهُ المُرْدُ بالحِدْقِ المِرَاضِ

يَحِنُّ إذا رَأَى وَجْهاً مَليحاً … ويَغْلطُ فِي الحديثِ المستفاض (٤).


(١) أبو محمد الدوري، توفي سنة (٣٣٠ هـ).
قال السهمي: «سمعت أبا زرعة محمد بن يوسف الجرجاني يقول: جعفر الدقاق الحافظ ليس بالمرضيِّ في الحديث ولا في دينه، وكان فاسقاً كذَّاباً».
وقال ابن حجر: «ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال: كان ثقة».
انظر: سؤالات السهمي (ص ١٨٨)، تاريخ بغداد (٧/ ٢٢٢)، الميزان (١/ ٤١٣)، اللسان (٢/ ١١٩).
قلت: والخبر الذي رواه يدل على كذبه وافترائه وقلة حيائه ودينه.
(٢) كذا ورد اسمه في الأصل، وذكره ابن حجر في رسم (الحسين)، وقال: «روى عن أبيه عن يحيى بن أكثم حديثاً موضوعاً في قصة». ثم ذكر القصة التي معنا. اللسان (٢/ ٢٨٦).
(٣) لا يُعرف من هو، كما سيأتي في كلام الحافظ ابن حجر.
(٤) موضوع.
الخبر ذكره الحافظ كما تقدَّم، ثم قال: «والآفة فيه من الراوي عنه جعفر بن علي بن سهل الدقاق، فقد تقدَّم أنَّه كذاب، وأمَّا الحسن (كذا) فلا يُعرف هو ولا أبوه، ووجدت في رجال الشيعة للطوسي الحسن بن سهل بن نوح، فكأنَّه هذا، وقد وصفه علي بن الحكم بالحفظ والدين». اللسان (٢/ ٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>