كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء الثامن من المشيخة البغدادية - من حديث أبي القاسم القاضي - ج: 2 - ص: 933

هَرِمَت لَم يكن لِبيضِها مُخٌّ، ولَمْ يَكُنْ منها فَرُّوج؛ لأنَّه لَا يكُونُ لَه طعامٌ يَغْذُوه، وذلك أنَّ الفَرْخَ والفَرُّوج يُخْلَقَان من بَيَاضِ البيضِ، وغِذاؤُهُما الصُّفْرَة، والدَّجاجةُ إذا بَاضَتْ بَيضَتَيْن فِي يَومٍ كَانَ ذلِكَ عَلَامَةُ مَوْتِها، والطَّائِرُ إذا نُتف رِيشُ ذنَبِه احْتُبَسَ بَيْضُه، وكَذلِكَ إِذا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعدِ الشَّدِيد (١)، وقالوا: أَعْجَبُ العَجَبِ الخُفَّاشُ، لَا يُبْصِرُ فِي الضَّوْءِ الشَّدِيدِ وَلَا فِي الظُّلْمَةِ الشَّدِيدَةِ، ويَحْمِل وَيَلد ويَحِيضُ ويَحْضِنُ ويُرضِعُ ويَطِيرُ بلَا رِيش، وتَحْمِلُ الأنثَى وَلَدَها تَحْتَ جناحها، ورُبَّما قَبَضَتْ عَلَيْهَا بفِيهَا خَوْفاً عليه، ورُبَّما وَلَدَتْ وَهِيَ تطِيرُ، ويَطِيرُ مِنْهَا فِي القَمَرِ الكِبَارُ المُسِنَّة (٢)، ولَا تَقْرَبُ النَّخْلَ المَوَاقِير، وإنَّما تَسْقُطُ على النَّخلِ المَصْرُومَة (٣)، ولَيْسَ عَلَى الأَرضِ حَيَوَانٌ أَصْبَرَ عَلَى الجُوعِ مِنَ الحَيَّة، ثمَّ الضَّبُّ بَعْدَه (٤)، وكُلُّ شَيءٍ يَأكُلُ فهُوَ يُحرِّك فَكَّهُ [الأسفل، إلاَّ التمساح فإنَّه يحرِّك فكَّه] الأَعْلَى (٥)، والبَعِيرُ إذا ابْتَلَعَ خُنْفُسَاءَ ووَصَلَت إلَى جَوْفِهِ وهِي حَيَّةٌ قَتَلَتْهُ (٦)، والذُّبَابُ لَا يَقْرَبُ قِدراً فِيهَا كَمْأَة (٧)، وإذا أُخِذَ المَرْتَك فعُجِنَ بعَجِينٍ وطُرِح لِلفأرِ فَأَكَلَتْهُ مُتْنَ مِنه (٨)، والنَّملُ يَهْرَبُ مِن دُخانِ أُصُولِ الحَنْظَلِ (٩)، والسَّذَابِ إذا (١٠) أُلقي فِي البُرَح تَحَامَتْه السَّنَانِيرُ البَرِّيَّة (١١)، وإذا أُخِذ التُّرْمُس المُرّ والحَنْظَلُ فَطُبخَا

---

(١) عيون الأخبار (٢/ ٩٢).
(٢) عيون الأخبار (٢/ ٩٢).
(٣) ذكر هذا في عيون الأخبار (٢/ ٩٤) في باب الغراب، فلعل وقع في النسخة سقط، والله أعلم.
والنخل المواقير هي الكثيرة الحمل، والمصرومة المقطوعة، كما في القاموس المحيط (٤/ ١٤٠).
(٤) عيون الأخبار (٢/ ٩٦).
(٥) ما بين المعقوفين ليس في الأصل، ولعل الصواب إثباته كما في عيون الأخبار (٢/ ٩٧) للسياق.
(٦) عيون الأخبار (٢/ ٩٧، ٩٨).
(٧) عيون الأخبار (٢/ ٩٨)، ووقع فيه: (الذِّبَّان)، وهما بمعنى.
(٨) عيون الأخبار (٢/ ١٠٠)، ووقع فيه: (المُرداسَنج) بدل (المرتك)، وهما بمعنى، كما في القاموس المحيط (٣/ ٣١٣).
(٩) عيون الأخبار (٢/ ١٠٠).
(١٠) في الأصل: (وإذا)، والواو زائدة.
(١١) عيون الأخبار (٢/ ٩٠)، والسَّذاب الفيْجَن، وهو بقل، كما في القاموس المحيط (١/ ٨٤).