للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٧٥] حدثنا ابن رَشيق، نا علي بن يَعقوب (١)، نا عبد الله بن يحيى القرشي (٢)، عن

عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدِّيْنَوَرِي (٣) قال: «يُقال: إذا وَطِئَ الفَرَسُ فِي أثرِ الذِّئبِ نَغَلت قَائِمَتُه الَّتِي وَطِئَ بهَا (٤)، ويُقال: كُلُّ ذِي رِجْلَيْن إذا انكَسَرَت إِحْدَى رِجلَيه قَامَ على الأُخرى فَنهَضَ عَلَى ظَلَع، إلاَّ النَّعَامَة، فإنَّها إذا انكَسَرَت إحْدَى رِجْلَيْها جَثَمَتْ فلَم تَنهَضْ (٥)، وَالذِّئبُ إذا رَأَى إنسَاناً قَبْلَ أن يَرَاه الإنسانُ أبحَّ صوتُ ذلِكَ الإنسان (٦)، وكانَ مِن دُعاءِ عليِّ بن أبي طالب : (يَا رَازقَ النَّعَابِ فِي عُشِّه) (٧)، وذلك أَنَّ الغُرَابَ إذا فَقَصَ عَن فِرَاخِهِ خَرَجَت بِيضاً، فإذا رآها كذلك نفَرَ عَنْهَا، فتَفْتَحُ أَفْوَاهَها ويُرسلُ اللهُ ﷿ ذبَاباً فَيَدْخُلُ فِي أَجْوَافِها فيكونُ غِذَاهَا حتَّى تَسْوَدَّ، فإذا اسْوَدَّت عَادَ الغرابُ فغَذَّاها، ورَفَعَ اللهُ ذلكَ الذُّبابَ عَنْهَا (٨)، والدَّجَاجةُ إذا


(١) لعله علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر الهمداني الدمشقي، يعرف بابن أبي العقب.
قال الذهبي: «الشيخ الإمام محدِّث الشام … وله نظر وفضيلة». السير (١٦/ ٣٨).
(٢) لم أقف على ترجمته.
(٣) أبو محمد الكاتب، صاحب التصانيف.
قال الخطيب: «كان ثقة ديِّناً فاضلاً، وهو صاحب التصانيف المشهورة والكتب المعروفة».
قلت: تكلَّم فيه بعضهم في اعتقاده، وأنَّه كان يميل إلى الكرامية، وقال الذهبي: «والرجل ليس بصاحب حديث، وإنَّما هو من كبار العلماء المشهورين، عنده فنون جمة وعلوم مهمة»، وأثنى عليه غير واحد من الأئمة.
انظر: تاريخ بغداد (١٠/ ١٧٠)، السير (١٣/ ٢٩٦)، الميزان (٣/ ٢١٧)، اللسان (٣/ ٣٥٧).
(٤) عيون الأخبار (٢/ ٨٢)، ووقع فيه: (ثقلت) بدل (نغلت).
ونغلت: أي فسدت، كما في القاموس المحيط (٤/ ٦٠).
(٥) عيون الأخبار (٢/ ٨٥).
(٦) عيون الأخبار (٢/ ٨٢).
(٧) النَّعاب: الغراب، والنعيب: صوته.
ولم أقف عليه من دعاء علي ، وأورده الدينوري في عيون الأخبار (٢/ ٨٩)، وابن الأثير وابن منظور من دعاء داود ، وذكرا ما قيل في معاملة الغراب لفراخه.
انظر: النهاية (٥/ ٧٩)، لسان العرب (١/ ٧٦٤).
(٨) عيون الأخبار (٢/ ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>