للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَدِيقٌ لَنَا مِن أَبْرَعِ النَّاسِ فِي البُخْلِ … وَأَفْضَلِهِمْ فِيهِ وَلَيْسَ بذِي فَضْلِ

دَعَانِي (١) كَمَا يَدْعُو الصَّدِيقُ صَدِيقَهُ … فَجِئْتُ كَمَا يَأْتِي إِلَى مِثْلِهِ مِثْلِي

فَلَمَّا جَلَسْنَا (٢) لِلطَّعَامِ رَأَيْتُهُ … يَرَى أَنَّهُ مِنْ بَعْضِ (٣) أَعْضَائِهِ أَكْلِي

وَيَغْتَاظُ أَحْيَاناً وَيَشْتُمُ عَبْدَهُ … وَأَعْلَمُ أَنَّ الغَيْظَ وَالشَّتْمَ مِنْ أَجْلِي

فَأَقْبَلْتُ أَسْتَلُّ الغَدَاءَ مَخَافَةً … وَأَلْحَظُ عَيْنَيْهِ رَقِيبَةً عَلَى فِعْلِي (٤)

أَمُدُّ يَدِي سِرًّا لآخُذَ لُقْمَةً … فَيَلْحَظُنِي شَزْراً فَأَعْبَثُ بالبَقْلِ

إِلَى أَنْ جَنَتْ كَفِّي لِحِينِي جِنَايَةً … وَذلِكَ أَنَّ الجُوعَ أَعْدَمَنِي عَقْلِي

فَأَهوَتْ يَمِينِي نَحَوَ فَخْذِ (٥) دَجَاجَةٍ … فَجُرَّتْ كَمَا جَرَّتْ يَدِي رِجْلَهَا رِجْلِي

وَقُدِّم مِنْ بَعْدِ الطَّعَامِ حَلَاوَةٌ … فَلَمْ أَسْتَطِعْ فِيهَا أَمِرُّ وَلَا أَحَلِّي

فَقُلْتُ لَوْ أَنَّي كُنتُ بيَّتُ نِيَّةً (٦) … رَبحْتُ ثَوَابَ الصَّوْمِ مَعْ عَدَمِ الأَكْلِ (٧).

[٧٨٥] حدثنا الحُسين بن عبد الله بن أبي كامِل الطَّرَابُلْسِي، نا الحَسَن بن حَبيب الدِّمشقي في كتابه، قال: سمعتُ الرَّبيع بنَ سليمان يقول: سمعتُ الشافعيَّ يقول:


(١) في المذيل من التاريخ: (عادَني)، وهو تصحيف.
(٢) في البخلاء: (دنونا).
(٣) في المذيل: (نقص).
(٤) لم يرد هذا البيت في البخلاء.
(٥) في البخلاء: (رِجْل)، وسقطت الكلمة من المذيل.
(٦) في البخلاء: (فلو أنَّني كنتُ بتُّ ببيته)، وهو تصحيف، وسقطت كلمة (كنت) من المذيل.
(٧) أورده الخطيب في البخلاء (ص ٢٠١) عن شيخه الصوري به.
وأورده أيضاً السمعاني كما في المذيل من تاريخ بغداد (ل: ٨٠/ أ).
ونسبه ابن الجوزي في المنتظم (٦/ ٢٨٦) لجحظة.

<<  <  ج: ص:  >  >>