للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخَرَجَ وَدَخَلَ، فَقَالَ: فَضْلٌ الرَّقَاشِي والحَسنُ بنُ هانئ، فقال: أَدْخِلْهُمَا، فَدَخَلَا فَقَالَ لَهُمَا: أُرِيدُ أَن تَقُولَا لِي أَبْيَاتَ شِعْرٍ يَكُونُ آخرُهَا: كَلَامُ اللَّيْلِ يَمْحُوهُ النَّهَارُ، فقالَ لَه فَضْلٌ الرَّقَاشي:

مَتَى تَصْحُو وَقَلْبُكَ مُسْتَطَارُ … وَقَدْ مُنِعَ القَرَارُ فَلَا قَرَارُ

وَقَدْ تَرَكَتْكَ صَبًّا مُسْتَهَاماً … فَتَاةٌ لَا تَزُورُ وَلَا تُزَارُ

إِذا مَا جِئْتَهَا وَعَدَتْكَ وَعْداً … كَلَامُ اللَّيْلِ يَمْحُوهُ النَّهَارُ

فقالَ لَهُ: أَحْسَنْتَ، وَأَمَرَ لَهُ بأَلْفِ دِرْهَم، وَأَنشَأَ الحَسَنُ بنُ هَانئ يَقولُ:

وَلَيْلَةٍ أَقْبَلَتْ في القَصْرِ سَكْرَى … وَلَكِنْ زَيَّنَ السُّكرَ الوَقَارُ

وَقَدْ سَقَطَ الرِّدَاءُ عَنْ مَنْكبَيْهَا … مِنَ التَّهْيِيفِ وانْحَلَّ الإِزَارُ

وَهَزَّ الرِّيحُ أَرْدَافاً ثقَالاً … وَغُصْناً فِيهِ رُمَّانٌ صِغَارُ

إِذا مَا جِئْتَهَا وَعَدَتْكَ وَعْداً … كَلَامُ اللَّيْلِ يَمْحُوهُ النَّهَارُ

فقالَ له: أَحْسَنْتَ وَاللهِ يَا حَسَن، كأنَّكَ كُنْتَ مَعَنَا، وَأَمَرَ لَهُ بعَشْرَةِ أَلْفِ دِرْهَم» (١).

[٨٩٥] حدثنا محمد بن أحمد بن رِزْق، نا محمد بن محمد بن داود السِّجستاني (٢)، قال: سمعتُ محمد بن مُعاذ بن الفَرَح (٣)، وأحمد بن محمد بن علي بن رَزِين (٤)، قالا: نا علي


(١) لم أقف عليه.
وأورد نحوَ هذه القصة ابن عبد ربه في العقد الفريد (٦/ ٤٠٩، ٤١٠) للأمين بن هارون الرشيد، وذكر مع الشعراء أبا نواس ومصعباً بدل الحسن بن هانئ، وعزا ما أنشده ابنُ هانئ لأبي نواس. وانظر: بدائع البدائه لابن ظافر الأزدي (ص ٢٥١).
(٢) أبو بكر النيسابوري، توفي سنة (٣٦٢ هـ).
قال أبو عبد الله الحاكم: «كان من خيار التُّجار الأُمناء، ما رأينا منه إلاَّ ما يليق بأهل الصدق».
انظر: تاريخ بغداد (٣/ ٢٢٠)، تاريخ الإسلام (٨/ ٢٠٨).
(٣) الهروي، ويُقال: فرَه بدل فرح.
(٤) أبو علي الباشاني الهروي، توفي سنة (٣٢١ هـ).
والباشاني: بفتح الباء الموحدة والشين المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون، نسبة إلى باشان وهي قرية من قرى هراة، وقيل: الباساني بالسين المهملة.
قال الذهبي: «المحدِّث الثقة … وقد وُثِّق».
انظر: الأنساب (١/ ٢٥٨)، السير (١٤/ ٥٢٣)، توضيح المشتبه (٧/ ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>