للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هشام (١)، قال: «قيل لأعرابيٍّ: كَيْفَ حِفْظُكَ لِلسِّرِّ؟ قال: أَجْحَدُ المُخْبِر، وأَحْلِفُ لِلمُسْتَخْبر» (٢).

[٨٩٣] حدثنا محمد بن أحمد، نا عبد الله بن إسماعيل، نا محمد بن خَلَف قال: أُنشِدْتُ للعباس بن الأَحْنف (٣):

كَتَمْتُ الهَوَى وَهَجَرْتُ الحَبيبَا … وَأَضْمَرْتُ فِي قَلْبي شَوْقاً عَجِيبَا

سَأَرْعَى وَأَكْتُمُ أَسْرَارَهُ … وَأَحْفَظُ مَا عِشْتُ مِنْهُ المَغِيبَا (٤).

[٨٩٤] حدثنا أبو عمر بن حيَّويه، أنا أبو بكر بن المَرْزُبان (٥)، حدَّثني عِيسى بن إبراهيم السَّعيدي (٦)، حدَّثني أبي قال: «دَخَلَ الرَّشيدُ عَلَى جَارِيَةٍ لَهُ لَيْلاً، فَعَاتَبَهَا وَدَعَاهَا إِلَى نفْسِهِ، فَامْتَنَعَتْ وَقَالَت: غَداً إِن شَاءَ اللهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي غَدٍ قَالَ لَها: المِيعَادُ؟ قالت: كَلَامُ اللَّيْلِ يَمْحُوهُ النَّهَارُ، فَخَرَجَ مِنْ عِندِهَا، وَقَالَ لِحَاجِبهِ: انظُرْ مَنْ بالبَابِ مِنَ الشُّعَرَاءِ،


(١) لعله الوليد بن هشام بن قحذم أبو عبد الرحمن البصري الأخباري، توفي سنة (٢٢٢ هـ).
ذكره ابن أبي حاتم والذهبي، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
انظر: الجرح والتعديل (٩/ ٢٠)، تاريخ الإسلام (٥/ ٧٢٢).
(٢) ذكره القالي في الأمالي (٢/ ١٧٩) من قول ابن قتيبة، قال: قيل لأعرابي: كيف كتمانك للسر ..
(٣) العباس بن الأحنف بن أسود بن طلحة الحنفي اليمامي الشاعر، توفي سنة (١٩٢ هـ).
قال الخطيب: «كان ظريفاً حلواً مقبولاً، حسن الشعر، ولم يقل في المديح والهجاء إلاَّ شياً نزراً، وشعره في الغزل، وله أخبار كثيرة مع هارون الرشيد وغيره».
وقال ياقوت: «وشعره كله غاية في الجودة والانسجام والرقة، وله ديوان لطيف يتداوله الناس، وفي بعض نسخه اختلاف».
انظر: تاريخ بغداد (١٢/ ١٢٧)، معجم الأدباء (٤/ ١٤٨١)، السير (٩/ ١٩٨).
(٤) انظر: ديوان العباس بن الأحنف (ص ٢٥).
(٥) هو محمد بن خلف بن المرزبان الآجري.
(٦) لم أقف على ترجمته، ولا ترجمة أبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>