للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبراز والعرق. وهذا ما يحرص عليه أطباء البدن.

ويقابل إصلاح البدن إصلاح الرُّوح والنفس، وهو ما يقوم به العلم النافع والعمل الصالح.

فالله قد أودع في الإنسان قُوَّتين: قوة في النظر وقوة في الإرادة، والشيطان لا يَدخل على الإنسان إلا منهما؛ أي: من باب الشبهة التي تتسلط على نظره، ومن باب الشهوة في الحرام التي تتسلط على إرادته.

والشبهات المُضللة تُدفع بالعلم النافع، والشهوات المحرمة تدفع بالعمل الصالح.

فالدواء النافع هو في طلب العلم ولزوم الطاعة والحرص عليها.

والأمر ليس هينًا في البداية، ولكنه يحتاج إلى مجاهدة حتى تألفه النفس؛ وساعتها لن تبغي به بديلًا.

فإذا صحت النفس واستقامت على العلم النافع والعمل الصالح لن تبغي به بديلًا.

فهذا سبيل طالب العلم الذي يجب عليه أن يجاهد في مدارسته، وأن يثني الركب في مجالس العلماء من أجل تحصيله.

فإذا انشغل المسلم بطلب العلم فلن يكون عنده وقت لتفكير فاسد في شبهة أو انشغال بشهوة محرمة.

فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «أصدق الأسماء: حارثٌ وهَمَّامٌ» (١)؛ لأن الإنسان في فكر دائم وعمل دائب.


(١) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (٨١٤)، وأحمد في «المسند» (١٩٠٣٢)، وأبو داود في «سننه» (٤٩٥٠)، وحسنه الألباني في «الصحيحة» (١٠٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>