الآية، وهو سيّدنا محمّدٌ صلى الله عليه وسلم فاستجاب اللّه دعاءه، فبعث محمّداً إليهم، وسمّاهم مسلمين. فاتّفق أئمّة السّلف على أنّ اللّه تعالى لم يذكر أمّةً بالإسلام غير هذه الأمّة، ولم يسمع بأمّةٍ ذكرت به غيرها.
المتن
قال المصنف رحمه الله تعالى:"ورأس الإسلام مطلقًا شهادة أن لا إله إلا الله، وبها بعث الله جميع الرسل".
الشرح
يتحدث المصنف هنا عن الإسلام العام الذي يشترك فيه جميع الأنبياء والرسل وجميع الرسالات قبل أن يحصل الانحراف والتبديل فدعوة الأنبياء واحدة
فالإسلام العامّ المتناول لكلّ شريعةٍ بعث اللّه بها نبيّاً، فإنّه إسلام كلّ أمّةٍ متّبعةٍ لنبيٍّ من الأنبياء.
وعلى هذا الأساس يمكن أن تفهم كلّ الآيات الكريمة الّتي تعرّض فيها القرآن الكريم لهذه الكلمة مستعملةً بالنّسبة للأمم الأخرى:
إمّا على أنّها تشير إلى المعنى اللّغويّ لمادّة أسلم.
أو أنّها تشير إلى المعنى المشترك بين الشّرائع السّماويّة كلّها الّذي بعث اللّه به جميع الرّسل، وإليه الإشارة في كثيرٍ من الآيات، ومنها قوله تعالى:{ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولاً أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت}[النحل الآية: ٣٦].
وتوحيد العبادة هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، فإن معناها أنه لا معبود بحق إلا الله، وبها بعث الله جميع الرسل.