للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإباضية وغيرهم. وهؤلاء مشتركون مع الجهمية والفلاسفة في نفي الصفات (١) وإن كان بين الفلاسفة والمعتزلة نوع فرق (٢)

والمعتزلة تعطيلهم أقل درجة، لأنهم يقتصرون على نفي الصفات، ويثبتون الأسماء، وإن كان ينبغي أن تفهم أن إثباتهم للأسماء إنما هو إثبات شكلي، لأنهم يثبتون ألفاظها وينفون معانيها، وهم يقولون: سميع بلا سمع، ويثبتون الأسماء إثباتًا شكليًّا وينفون الصفات.

المتن

قال المصنف رحمه الله تعالى: "والإقرار بالأمر والنهي، والوعد والوعيد، مع إنكار القدر، خير من الإقرار بالقدر مع إنكار الأمر والنهي والوعد والوعيد"

الشرح

يعقد المصنف مقارنة بين حال المرجئة وحال القدرية، ومعلوم أن القدرية عظموا الأمر والنهي وهذا ظاهر من خلال قولهم في الإيمان وقولهم في حكم مرتكب الكبيرة فهم يدخلون العمل في مسمى الإيمان ويقولون إن الإيمان قول واعتقاد وعمل وكذلك يقولون بأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين منزلتين في الدنيا وهو في الآخرة مخلد في النار، وهذه الأقوال يظهر فيها تعظيم الأمر والنهي وإن كانت أقوالًا خاطئة من جهة أخرى. "وقول القدرية والْخَوَارِجِ فِي عُمُومِ الْأُمَّةِ يقوم على أَنْ لَا يَكُونَ لِأَحَدِهِمْ ذَنْبٌ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ذَنْبٌ كَانَ عِنْدَهُمْ كَافِرًا مُخَلَّدًا فِي النَّارِ. وَهَذَا


(١) -مجموع الفتاوى ١٣/ ١٣١.
(٢) -مجموع الفتاوى ٦/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>