للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمدًا رسول الله" (١).

وقال صلى الله عليه وسلم "من كان آخر كلامه لا إلى إلا الله دخل الجنة" (٢).

المتن

قال المصنف رحمه الله: "وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} [التوبة: الآية (٥٩) فقال في الإيتاء: {مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [التوبة: الآية (٥٩)].، وقال في التوكل: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ} [التوبة: الآية (٥٩)]. ولم يقل: ورسوله، لأن الإيتاء هو الإعطاء الشرعي، وذلك يتضمن الإباحة والإحلال الذي بلغه الرسول، فإن الحلال ما حلله، والحرام ما حرّمه، والدين ما شرعه، قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر الأية: ٧]. وأما الحسب فهو الكافي، والله وحده كافٍ عبده، كما قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: الآية (١٧٣)]، فهو وحده حسبهم كلهم.

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: الآية (٦٤)]، أي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين هو الله، فهو كافيكم كلكم. وليس المراد أن الله والمؤمنين حسبك، كما يظنه بعض الغالطين، إذ هو وحده كافٍ نبيه وهو حسبه، ليس معه من يكون هو وإياه حسبا للرسول. وهذا في اللغة كقول الشاعر:


(١) تقدم تخريجه ص ٤٥.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٥/ ٢٣٣).
وأخرجه أبر داود في السنن، كتاب الجنائز، باب في التلقين (٣/ ٤٨٦) ح ٣١١٦ وأخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٣٥١) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار -كما في الفتوحات الربانية (٤/ ١٠٩ - ١١٠) وذكر له شواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>