للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأرشدهم إلى نظام التوحيد والأمر.

فأبى المنحرفون إلا القدح بإنكاره في أصل التوحيد

أو القدح بإثباته في أصل الشرع

ولم تتسع عقولهم التي لم يلق الله عليها من نوره للجمع بين ما جمعت الرسل جميعهم بينه وهو القدر والشرع والخلق والأمر، وهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

والنبي صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على جمع هذين الأمرين للأمة وقد تقدم قوله: ((أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)). وإن العاجز من لم يتسع للأمرين" (١)

قال ابن القيم: "وبالجملة فكل دليل في القرآن على التوحيد فهو دليل على القدر وخلق أفعال العباد ولهذا كان إثبات القدر أساس التوحيد قال ابن عباس: ((الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن كذب بالقدر نقض تكذيبه التوحيد)) " (٢)

المتن

قال المصنف رحمه الله تعالى: "والإنسان مضطر إلى شرع في حياته الدنيا، فإنه لا بدّ له من حركة يجلب بها منفعته، وحركة يدفع بها مضرته، والشرع هو الذي يميِّز بين الأفعال التي تنفعه، والأفعال التي تضره، وهو عدل الله في خلقه، ونوره بين عباده، فلا يمكن الآدميين أن يعيشوا بلا شرع يميِّزون به بين ما يفعلونه ويتركونه".


(١) شفاء العليل ١/ ٢٦.
(٢) شفاء العليل ١/ ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>