للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنفس كالطفل إن تهمله شَبَّ على … حُبِّ الرضاع وإن تَفطمه ينفطم

وجاهد النفس والشيطان واعصهما … وإن هما مَحَضَّاك النصح فاتَّهِم

فعليك بتنظيم الوقت، فأول النهار بعد الفجر للحفظ والاستذكار. ووسط النهار للكتابة والتصنيف.

إلى جملة آداب يجدها طالب العلم مبسوطة في كتب أهل العلم التي ذكرت آداب طلب العلم والسبيل إلى تحصيله.

هذا، والعلم يحتاج إلى الصبر وحبس النفس عليه وتحمل المشقة على سبيل تحصيله؛ ليكون ما يطلبه معينًا له على فهم هذا الدين؛ وقد قال ابن القيم عن الصبر: «إنَّه يُورث صاحبه درجة الإمامة؛ سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية- قَدَّس الله رُوحه- يقول: بِالصَّبر واليقين تُنال الإمامة في الدِّينِ. ثم تلا قوله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [السجدة: ٢٤]» (١).

فالأمر جِدٌّ لا هزل فيه، على حَدِّ قول الشاعر:

قد هَيَّئوك لأمرٍ لو فَطنت له … فأربأ بنفسك أن تَرعى مع الهَمَلِ

وعن إبراهيم بن عيسى، عن عبد الله بن مسعود أنه قال لأصحابه: «كُونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سُرُج الليل، جُدُد القلوب، خُلْقان الثياب؛ تُعرفون في السماء وتَخفون على أهل الأرض» (٢).

لذا نجد طالب العلم من أحسن الناس، وقلبه من أطهر القلوب ونفسه من أنقى النفوس؛ لأنه دائمًا متجدد في إيمانه يسمع ويدرس ويذاكر كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وهناك أنواع لا يَصلحون لحمل العلم:


(١) «مدارج السالكين» لابن القيم (٢/ ١٥٣).
(٢) أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (١/ ٥٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>