للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعراق والشام وغير ذلك. (١)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكانت «محنة الإمام أحمد» سنة عشرين ومائتين، وفيها شرعت القرامطة الباطنية يظهرون قولهم، فإن كتب الفلاسفة قد عربت وعرف الناس أقوالهم فلما رأت الفلاسفة أن القول المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته هو هذا القول الذي يقوله المتكلمون الجهمية ومن اتبعهم، ورأوا أن هذا القول الذي يقولونه فاسد من جهة العقل؛ طمعوا في تغيير الملة. فمنهم من أظهر إنكار الصانع، وأظهر الكفر الصريح، وقاتلوا المسلمين، وأخذوا الحجر الأسود، كما فعلته قرامطة البحرين.) (٢)

الاعتبار الثالث: الاعتبار الفلسفي.

قولهم في الإلهيات يشاركون فيه قول الثنوية من جهة وقول الفلاسفة من جهة أخرى، فالقرامطة، فلم يُثبتوا له اسمًا ولا صفة، كما سيأتي بيانه عند الكلام عن عقيدتهم في الإلهيات.

ويقول أبو حامد الغزالي معلقًا على مذهبهم في المعاد: " فهذا مذهبهم في المعاد وهو بعينه مذهب الفلاسفة وإنما شاع فيهم لما انتدب لنصرة مذهبهم جماعة من الثنوية والفلاسفة فكل واحد نصر مذهبهم طمعا في أموالهم وخلعهم واستظهارا باتباعهم لما كان قد ألفه في مذهبه فصار أكثر مذهبهم موافقا للثنوية والفلاسفة" (٣)

وقال أيضًا في التعليق على مذهبهم في النبوات: "وهذه المذاهب مستخرجة من


(١) مجموع الفتاوى ٢٨/ ٥٢٨.
(٢) مجموع الفتاوى ٥/ ٥٥٨.
(٣) فضائح الباطنية لأبي حامد الغزالي - ص ٤٤

<<  <  ج: ص:  >  >>