للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسي»» (١)،

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ» (٢).

وضع خطوطًا تحت {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: ٢]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أستهديك لأرشد أموري وأعود بك من شر نفسي»» (٣)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ» (٤).

ستجد إرشاداً ودليلاً على أن في الإنسان:

قوةً في العلم: فإذاً هو أُلهِم الرشد، وسَلِم من الغواية؛ استقامت عنده قوة العلم.

وقوة في العمل: فإذا هو هُدِي لطريق الحق وعرفه، وسَلِم من الضلال، فعند ذلك تسقيم عنده قوة العمل.

فإذًا قوله: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: ٢]، دليل على سلامة علمه وفكره واعتقاده، وسلامة عمله وسلوكه.

ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في تزكية أصحابه: «الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ»، والرشد ضد الغواية، والهدى ضده الضلال، فلذلك كما نعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوتي جوامع الكلم، فكان يدعو بهذا الدعاء ««اللهم إني أستهديك لأرشد أموري وأعود بك من شر نفسي»».

لأنك إذا أُلهمت الرشد استقام وسُدِّد فكرك، وإن سلمت من شر النفس؛ فبالتالي استقام عملك وسلوكك، وبعد ذلك حصلت لك الهداية في الدنيا وفي


(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه، برقم: (٨٩٨).
(٢) انظر سنن أبي داود برقم (٤٦٠٧)، والترمذي (٢٦٧٦)، وابن ماجه (٤٣)، والإمام أحمد في المسند مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ (١٧١٤٢)، والدارمي (٩٦)، قال الشيخ الالباني في صحيح الجامع الجزء الثاني صفحة (٨٠٥): صحيح.
(٣) تقدم تخريجه انظر الصفحة رقم (٣).
(٤) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>