أرجعها إلى الصفات الذاتية بناء على إنكاره للصفات الفعلية.
وأعطى مثالًا على ذلك بتأويل "محبته ورضاه وغضبه وسخطه هو إرادته للثواب والعقاب" فهذا نوع من التأويل حيث أرجع معنى صفة المحبة والرضا والغضب والسخط إلى صفة الإرادة، إذ من المعلوم أن صفة الإرادة هي من الصفات الذاتية التي يثبتها هؤلاء.
فكان جواب المصنف:"كان ما يلزمه في الإرادة نظير ما يلزمه في الحب والمقت والرضا والسخط".
فإنه يقال لهم: تأويل النصوص على معنى من المعاني التي يثبتونها، فإنهم إذا صرفوا النص عن المعنى الذي هو مقتضاه إلى معنى آخر، لزمهم في المعنى المصروف إليه ما كان يلزمهم في المعنى المصروف عنه.
فإذا قال قائل: تأويل محبته هي إرادته سبحانه للثواب.
فيقال له: يلزمك أن تؤول الإرادة أيضًا، وإلا فما الفرق بين الإرادة وغيرها من الصفات.
القسم الثاني: من يقول هذه الصفات إنما هي فِعل يفعله الله في الشيء.
وهم المقصودون بقول المصنف:"ولو فسَّر ذلك بمفعولاته- وهو ما يخلقه من الثواب والعقاب-".
فمثلًا قالوا في الاستواء: الاستواء هو فِعل يفعله الله في العرش (١)؛ فينفون كون الاستواء صفةً لله تعالى.
وأولوا كل ما ورد في النصوص من الأفعال اللازمة فقالوا في المحبة هي ما