وكنفي الشريك له في أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فليس لغيره من المخلوقين شِركة معه سبحانه في شيء منها.
وكذلك نفي الظَّهير الذي يُظاهره أو يعاونه في خلق شيء أو تدبيره؛ لكمال قدرته وسَعة علمه ونفوذ مشيئته، وغيره من المخلوقين عاجز فقير لا حول له ولا قوة إلا بالله؛ فالشريك والظهير مَنفيان عنه بإطلاق.
وكذلك ينفى عنه سبحانه اتخاذ الصاحبة والولد الذي نَسَبه إليه النصارى عابدو الصُّلبان، والصابئة الذين يقولون: إن الملائكة بنات الله؛ قال تعالى:{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلّ}[الإسراء الآية: ١١١]. (١).
والأدلة السمعية التي وردت في نفي المماثلة تنقسم إلى قسمين:
١ ـ خبر.
٢ ـ وطلب.
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين-رحمه الله-: ((الأدلة السمعية تنقسم
إلى قسمين: خبر، وطلب.
ـ فمن الخبر قوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى الآية: ١١]، فالآية فيها نفي صريح للتمثيل.
وقوله:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}[مَرْيَمَ الآية: ٦٥] على نفي المماثلة، فإن هذا وإن كان إنشاء، لكنه بمعنى الخبر؛ لأنه استفهام بمعنى النفي.
وقوله:{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}[الإخلاص الآية: ٤]، فهذه كلها تدل على نفي المماثلة، وهي كلها خبرية.