للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ـ وأما الطلب؛ فقال تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (١)، أي: نظراء مماثلين.

وقال: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} [النحل الآية: ٧٤] (٢).

وقول المصنف: "فالإثبات كإخباره أنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه سميع بصير، ونحو ذلك".

الصفات الثبوتية كثيرة جدًّا؛ منها: العلم-والحياة-والعزة-والقدرة-والحكمة-والكبرياء-والقوة-والاستواء-والنزول-والمجيء، وغيرها.

وقول المصنف: "والنفي كقوله: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: الآية: ٢٥٥] ..

والصفات المنفية كلها صفات نقص في حقه. فيجب نفيُها عن الله عز وجل مع إثبات أنَّ الله موصوف بكمال ضدها.

ومن أمثلتها: النَّوم-الموت-الجهل-النِّسيان-العجز-التعب-الظلم.

وهنا تجدر الإشارة إلى أمور مهمة، وهي:

الأمر الأول: أنَّ معرفة الله ليست بمعرفة صفات السلب، بل الأصل فيها صفات الإثبات، والسلب تابع، ومقصوده: تكميل الإثبات (٣).

«فإنَّ السلب لا يُراد لذاته، وإنما يقصد لما يتضمنه من إثبات الكمال، فكل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات النقص-فإنه متضمن للمدح، والثناء على الله بضد ذلك النقص من الأوصاف الحميدة والأفعال الرشيدة» (٤).

الأمر الثاني: أنَّ صفات التنزيه يجمعها معنيان:


(١) الآية [٢٢] من سورة البقرة.
(٢) شرح العقيدة الواسطية (١/ ١٠٣).
(٣) «مجموع الفتاوى» (١٧/ ١١٢).
(٤) «شرح القصيدة النونية» للهراس (٢/ ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>