الاحتمال الأول: أن يقول المخالف "إن الباري عز وجل لا يمكن اتصافه بذلك" فإن هذا الزعم القائم على منع اتصاف الله بهذه الصفات، يعد " من وصفه بالنقص أعظم مما إذا وصف بالخرس والعمى والصمم ونحو ذلك"
والاحتمال الثاني: أن يقول المخالف إنه "غير قابل لهما" لأحد هذين الوصفين "كان تشبيهًا له بالجماد الذي لا يقبل الاتصاف بواحد منهما".
وإذا كان الحال كذلك من هذا الزعم " تشبيه بالجمادات لا بالحيوانات""فكيف ينكر من قال ذلك على غيره ما يزعم أنه تشبيه بالحي! "
أي كيف يقبل منه أن ينكر على من أثبت الصفات بأن ذلك تشبيه له بالمخلوقات، في مقابل أنه قبل أن يوصف بصفات الجمادات.
المتن
قال المصنف رحمه الله تعالى:"وأيضًا فنفس نفي هذه الصفات نقص، كما أن إثباتها كمال، فالحياة من حيث هي، هي - مع قطع النظر عن تعيين الموصوف بها - صفة كمال. وكذلك العلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والفعل ونحو ذلك. وما كان صفة كمال فهو - سبحانه وتعالى - أحق بأن يتصف به من المخلوقات، فلو لم يتصف به مع اتصاف المخلوق به لكان المخلوق أكمل منه".
الشرح
أي لو نظرنا إلى الصفة من حيث هي دون إضافتها إلى الخالق أو المخلوق فإن تلك الصفات يعد "نفي هذه الصفات نقص، كما أن إثباتها كمال" ومن ذلك على سبيل المثال:
صفة الحياة: "فالحياة من حيث هي، هي - مع قطع النظر عن تعيين الموصوف