فكأنما صافح الله وقبَّل يمينه) ومعلوم أن المشبّه غير المشبَّه به، ففي نص الحديث بيان أن مستلمه ليس مصافحًا لله، وأنه ليس هو نفس يمينه، فكيف يجعل ظاهره كفرًا، وأنه محتاج إلى التأويل! مع أن هذا الحديث إنما يعرف عن ابن عباس.
الشرح
شرع المصنف هنا في مناقشة بعض ما أورده المعطلة من اعتراضات على بعض النصوص الشرعية والتي زعموا أن ظاهرها يوجب التشبيه، وأنه يلزم تأويلها وصرفها عن ظاهرها، وذكر هنا ثلاثة أمثلة على غلط المتكلمين، وجعلهم المعنى الفاسد هو ظاهر النص وأنه يحتاج إلى تأويل، وقد استعمل المصنف هنا ضابط النظر إلى سياق الكلام الذي سبق ذكره ضمن الضوابط الأربعة للتعامل مع ظواهر النصوص:
والمثال الأول: حديث: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه وقبَّله فكأنما صافح الله وقبَّل يمينه)(١)
وشبهة هؤلاء: أن ظاهر الحديث أن الحجر هو يمين الله ويده، وهذا محال، فهو يدل على أن ظواهر النصوص محالة وغير مرادة.
والجواب على هذه الشبهة من وجهين:
الوجه الأول: من حيث السند فيقال إن الحديث مرفوعًا ضعيف كما قال عنه المحقوقون.
(١) منكر مرفوعاً. رواه ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (١/ ٥٥٧) من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي وقال عنه: (هو في عداد من يضع الحديث)، ورواه الخطيب الغدادي في ((تاريخ بغداد)) (٦/ ٣٢٦) وقال: منكر، وقال ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (٢/ ٣٠٥): باطل، وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (٩٤٤) من حديث جابر، وقال الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (٢٢٣) منكر.