للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجانب الأول: كما قال المصنف: "لأنه قال: (يمين الله في الأرض) " فهذا كما قال المصنف: "صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة لله، ولا هو نفس يمينه".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه إلا على من لم يتدبره، فإنه قال: يمين الله في الأرض، فقيده بقوله: في الأرض، ولم يطلق، فيقول: يمين الله، وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق" (١).

ويوضح ذلك أن الإضافة إلى الله نوعان:

النوع الأول: إضافة مُلْك وتشريف وضابطها: كل ما يضاف إلى الله ويكون عيناً قائمة بنفسها، أو حالاً في ذلك القائم بنفسه.

ومثال ما يضاف ويكون عيناً قائمة بنفسها قوله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} (٢)

ومثال ما يكون حالاً في ذلك القائم بنفسه قوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} (٣) فهذا لا يكون صفة لأن الصفة قائمة بالموصوف

النوع الثاني: إضافة الصفة إلى الله وضابطها: ما كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به (٤).

فالله لا يتصف إلا بما قام به لا بما يخلقه في غيره، وهذا حقيقة الصفة، فإن كل موصوف لا يوصف إلا بما قام به لا بما هو مباين له، صفة لغيره (٥)

الجانب الثاني: قول المصنف: "وقال: (فمن قبَّله وصافحه فكأنما صافح الله وقبَّل يمينه) ومعلوم أن المشبّه غير المشبَّه به، ففي نص الحديث بيان أن مستلمه


(١) مجموع الفتاوى ٦/ ٣٩٧
(٢) - الآية ١٣ من سورة الشمس
(٣) - الآية ٢٩ من سورة الحجر
(٤) - مجموع الفتاوى ١٧/ ١٥٢
(٥) - مجموع الفتاوى ٦/ ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>