للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من مولود إلاّ يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخًا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها)) ثم قرأ أبو هريرة} وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {[آل عمران الآية: ٣٦].

وكما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا استيقظ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء فإن الشيطان يبيت على خياشيمه)) متفق عليه (١).

وفي الصحيحين أيضًا عنه أنه قال: ((إن الشيطان يعقد على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد)) (٢).

مع أنا لا نشهد هذا المس لجسم المولود، ولا هذا المبيت على الخياشيم، ولا العقد، ولا نحو ذلك؛ وظهر أن هذا الحديث لو كان ما ادعاه لم يكن ذلك معلوم الانتفاء بما ادعاه من الضرورة.

الوجه الثالث: إنَّ سنبين فساد ما ذكروه من التأويل في ذلك وإبطال السلف له" (٣).

وقال أيضًا:

"أحدها: أنه ليس هذا ظاهر هذا الحديث أن الله نزل من فوق العرش وانتقل إلى عند هؤلاء، ولا ظاهره أن جميع الوجود خال عن الله إلا هذا الظرف الخاص، ولا يفهم من إطلاق هذا الحديث هذا المعنى؛ بل هذا المعنى المعلوم فساده بالضرورة والحس، يَعْلَمُ أنه ليس ظاهر الحديث كل من يعلم هذا" (٤)


(١) أخرجه البخاري برقم: (١٦١)، وأخرجه مسلم برقم: (٢٤١) والفظ له.
(٢) أخرجه البخاري برقم: (١١٤٢)، وأخرجه مسلم برقم: (٧٧٦).
(٣) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ٦/ ٢٤٤ - ٢٤٨.
(٤) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ٦/ ٢٥٥ - ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>