للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلق، وأن البحث عن ذلك مستحيل ممتنع؛ لأنه تكليف بما لا يقدر عليه العبد، ولم يكن إدراك ذلك في وسعه ولا في تركيبه)) (١).

• وعقد الإمام ابن منده (٢) -رحمه الله- (ت ٣٩٥ هـ) في كتابه "التوحيد" فصلاً بعنوان: ((ذكر بيان النهي عن تقدير كيفية صفات الله -عز وجل-، والدليل على إثبات صفاته، وأن الله وصف نفسه بالسمع والبصر واليمين بترك التشبيه والتمثيل)) (٣)، وأورد تحته العديد من النصوص الدالة على ما ذكر.

• ومن كلام الإمام أبي محمد الجويني (٤) -رحمه الله- (ت ٤٣٨ هـ)، قال: ((صفاته معلومة من حيث الجملة والثبوت، غير معقولة من حيث التكييف والتحديد، فيكون المؤمن بها مبصراً من وجه، أعمى من وجه، مبصراً من حيث الإثبات والوجود، أعمى من حيث التكييف والتحديد)) (٥).

• وقد بيَّن الإمام ابن عبد البر-رحمه الله- (ت ٤٦٣ هـ) أن أهل السنة والجماعة لا يخوضون في شأن الكيفية بل: ((يفزعون منها؛ لأنها لا تصلح إلا فيما يحاط به عياناً وقد جلَّ الله وتعالى عن ذلك، وما غاب عن العيون؛ فلا يصفه ذووا العقول إلا بخبر، ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم،


(١) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ص (٤٠).
(٢) محمد بن إسحاق بن محمد بن منده العَبْدِي، أبو عبد الله الأصبهاني، الإمام المحدث الحافظ، صاحب التصانيف، ولد سنة ٣١٠، وتوفي سنة ٣٩٥ هـ. من مصنفاته: الإيمان، والتوحيد، والرد على الجهمية.
انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة (٢/ ١٦٧)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٢١).
(٣) كتاب التوحيد (٣/ ٢١).
(٤) والد إمام الحرمين أبي المعالي الجويني.
(٥) رسالة في إثبات الاستواء والفوقية، ضمن مجموعة الرسائل المنيرية (١/ ١٨٢)، وانظر: (١/ ١٧٥، ١٨٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>