للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصفات. وشرح هذا الوجه يتبين بثلاثة أمور:

الأمر الأول: موقف الفريقين من الصفات عمومًا.

وأما موقف المعتزلة ومن وافقهم:

فالمعتزلة يرون امتناع قيام الصفات به، لاعتقادهم أن الصفات أعراض، وأن قيام العرض به يقتضي حدوثه، فردوا جميع ما يضاف إلى الله إلى إضافة خلق، أو إضافة وصف من غير قيام معنى به (١) لأنهم يقولون إنما الصفات مجرد العبارة التي يعبر بها عن الموصوف، وينفون أن يكون لله وصف قائم به علم أو قدرة أو إرادة أو كلام (٢)

وأما موقف الكلابية ومن اتبعهم من الصفاتية: فيفرقون بين الوصف والصفة

فيجعلون الوصف: هو القول

ويجعلون الصفة: المعنى القائم بالموصوف (٣)

فقالوا: إن الوصف الذي هو القول يراد به الأفعال، وزعموا أنها لا تقوم به، والصفة: هي الصفات اللازمة القائمة بالذات

فظنوا أن هناك نوعين مختلفين من الصفات:

أحدهما: قائم بالذات لازم لها، كصفات المعاني السبعة التي هي العلم، والقدرة، والإرادة، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام

والثاني: صفات أفعال لا تقوم عندهم بالذات، بل هي نسب إضافية عدمية تنشأ من إضافة المفعول لفاعله، ولا يعقل لها وجود إلا بتلك الإضافة، فوجودها أمر


(١) مجموع الفتاوى ٦/ ١٤٧، ١٤٨
(٢) مجموع الفتاوى ٣/ ٣٣٥
(٣) مجموع الفتاوى ٣/ ٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>