للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالرسل وصفوا الله بصفات الكمال ونزهوه عن النقائص المناقضة للكمال، ونزهوه عن أن يكون له مثل في شيء من صفات الكمال، وأثبتوا له صفات الكمال على وجه التفصيل، ونفوا عنه التمثيل، فأتوا بإثبات مفصَّل ونفي مجمل، فمن نفى عنه ما أثبته لنفسه من الصفات كان معطلاً، ومن جعلها مثل صفات المخلوقين كان ممثلاً، والمعطِّل يعبد عدماً والممثل يعبد صنماً، وقد قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى الآية: ١١]، وهو ردٌّ على الممثلة، {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى الآية: ١١]، وهو ردٌّ على المعطِّلة)) (١).

وقال أيضاً: ((فالواجب أن ينظر في هذا الباب فما أثبته الله ورسوله أثبتناه، وما نفاه الله ورسوله نفيناه، والألفاظ التي ورد بها النص يعتصم بها في الإثبات والنفي، فنثبت ما أثبتته النصوص من الألفاظ والمعاني، وننفي ما نفته النصوص من الألفاظ والمعاني)) (٢).

وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: ((إن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي)) (٣).

وقال الإمام ابن أبي العز الحنفي-رحمه الله-: ((فالواجب أن ينظر في هذا الباب، أعني باب الصفات، فما أثبته الله ورسوله أثبتناه، وما نفاه الله ورسوله نفيناه، والألفاظ التي ورد بها النص يُعتصم بها في الإثبات والنفي، فنُثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني، وننفي ما نفته نصوصهما من الألفاظ والمعاني)) (٤).

وقال ابن الوزير اليمني-رحمه الله-: ((وأيضا فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية وهو


(١) الجواب الصحيح (٤/ ٤٠٥).
(٢) منهاج السنة النبوية (٢/ ٥٥٤).
(٣) بدائع الفوائد (١/ ١٤٧).
(٤) شرح العقيدة الطحاوية (٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>