للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يعرف ولا ولا، فربما ساقوا في نفيهم نفي صفة وردت بها السنن)) (١).

وعلق عليه شيخ الإسلام -رحمه الله-: ((وهذا هو الصواب عند السلف والأئمة وجماهير المسلمين أنه لا يجوز النفي إلا بدليل كالإثبات، فكيف ينفى بلا دليل ما دل عليه دليل إما قطعي وإما ظاهري، بل كيف يقال: ما لم يقم دليل قطعي على ثبوته من الصفات يجب نفيه أو يجب القطع بنفيه، ثم يقال في القطعي إنه ليس بقطعي، فهذه المقدمات الفاسدة هي وسائل الجهل والتعطيل وتكذيب المرسلين)) (٢).

وقال شيخ الإسلام أيضاً: ((فنثبت ما علمنا ثبوته، وننفي ما علمنا نفيه، ونسكت عما لا نعلم نفيه ولا إثباته)) (٣).

وقال أيضاً: ((بل النافي عليه الدليل على نفي ما نفاه، كما على المثبت الدليل على ثبوت ما أثبته، ومن ليس عنده دليل على النفي والإثبات، فعليه أن لا ينفى ولا يثبت فغاية ما عنده التوقف في نفي ذلك وإثباته)) (٤).

وقال أيضاً: ((وأصل دين المسلمين أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه في كتبه وبما وصفته به رسله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يثبتون له تعالى ما أثبته لنفسه، وينفون عنه ما نفاه عن نفسه، ويتبعون في ذلك أقوال رسله، ويجتنبون ما خالف أقوال الرسل، كما قال تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}، أي: عما يصفه الكفار المخالفون للرسل، {وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ}، لسلامة ما قالوه من النقص والعيب، {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٥)،


(١) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية كما في بيان تلبيس الجهمية (١/ ٧٩).
(٢) بيان تلبيس الجهمية (١/ ٧٩).
(٣) التدمرية ص (١٤٦).
(٤) درء تعارض العقل والنقل (٥/ ٤٤).
(٥) الآية [١٨٠ - ١٨٢] من سورة الصافات.

<<  <  ج: ص:  >  >>