للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأنهم مذكورون في اللفظ، والقاعدة في الضمائر، أن تعود إلى أقرب مذكور (١).

فقال الناقد: (والصحيح أن الضمير يعود إلى الملائكة) (٢)، وهو اختيار الطبري، وقول الناقد هو الصحيح.

ومن الأمثلة التي أخطأ فيها الناقد، انتقاده السعدي في استنباطه عدم نبوة الخضر، حيث قال السعدي - رحمه الله -: (ومنها-أي فوائد قصة موسى مع الخضر-: أن ذلك العبد الذي لقياه، ليس نبياً، بل عبداً صالحاً، لأنه وصفه بالعبودية، وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبيا، لذكر ذلك كما ذكره غيره، وأما قوله في آخر القصة: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [الكهف: ٨٢] فإنه لا يدل على أنه نبي وإنما يدل على الإلهام والتحديث، كما يكون لغير الأنبياء، كما قال تعالى {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} [القصص: ٧]، {وَأَوْحَى رَبَّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} [النحل: ٦٨]). ا. هـ (٣)

فقال الناقد: (والذي عليه السلف أنه نبي) (٤)، والمسألة فيها خلاف، والصحيح ما قاله السعدي، لأن الخضر لوكان نبياً لجاء التنبيه عليه بأوضح من ذلك. والله أعلم.

ثالثاً: وممن وجه بعض الانتقادات لتفسير السعدي كذلك، الشيخ محمد زهري النجار، حيث إنه حقق نص تفسير السعدي، وكان عند التحقيق تعرض لبعض المواطن، وعلق عليها، منها ما هو صواب (٥)، ومنها ما ظهر فيها من التخطئة التي لا داعي لها، حيث كانت مواطن اجتهاد، وفيها نوع تحامل على السعدي (٦)، وقد جمع الشيخ محمد آل


(١) انظر: تفسير السعدي (٦٧٩).
(٢) انظر: التعقبات الجياد (٧).
(٣) انظر: تفسير السعدي (٤٨٤)، وتيسير اللطيف المنان للسعدي (٢٥٦).
(٤) انظر: التعقبات الجياد (١٠).
(٥) انظر: تفسير السعدي بتحقيق النجار (١/ ٤٤٧)، (١/ ٤٦٠)، (٢/ ٢٤٧)، (٢/ ٣٧٨)، (٤/ ٦٨)، (٤/ ٢٩٤)، (٥/ ٣٧٩).
(٦) انظر: كشف الستار للبسام (٩)، (١٢)، (٣٥)، (٣٧)، (٤٧)، (٥١).

<<  <   >  >>