للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالتقوى لأنها سبب حصولهم على المطلوب، وهذا مؤيد بقراءة "هل تستطيع" بالتاء (١)، أي أن تدعو ربك وتسأل ربك، فناسب هنا تذكيرهم بما يعين على إجابة هذه الدعوة.

وكذلك تكون مناسبة التذكير بالتقوى هنا لبشاعة اللفظ، لا أنهم شاكين في القدرة، وهذا مؤيد بقراءة "هل يستطيع" بالياء (٢).

أما ما ذهب إلي السعدي من كون المناسبة هنا عدم الانقياد لأوامر الله، فهو مستبعد لكون الحواريين مؤمنين، قال ابن عطية: (لا خلاف أحفظه في أن الحواريين كانوا مؤمنين) (٣)، وعدم الانقياد بعيد عن مثلهم. والله أعلم.

مناسبة ختم الآية بـ {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

قال تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨)} (المائدة: ١١٨).

٢٠٦ - قال السعدي - رحمه الله -: (وأما قول عيسى - عليه السلام - {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨)} ولم يقل: أنت الغفور الرحيم، لأن المقام ليس مقام استعطاف واسترحام، إنما هو مقام غضب وانتقام ممن اتخذه وأمه إلهين من دون الله، فناسب ذكر العزة والحكمة، وصار أولى من ذكر الرحمة والمغفرة) ا. هـ (٤)


(١) قرأ الكسائي "هل تستطيع" بالتاء "ربك" بنصب الباء وهو قراءة علي وعائشة وابن عباس ومجاهد. انظر: معالم التنزيل (٢/ ٦٣)، والمحرر الوجيز (٥٩٦).
(٢) وقرأ السبعة عدا الكسائي "هل يستطيع" بالياء و "ربك" برفع الباء. انظر: معالم التنزيل (٢/ ٦٣)، والمحرر الوجيز (٥٩٦).
(٣) انظر: المحرر الوجيز (٥٩٧).
(٤) انظر: القواعد الحسان للسعدي (٤١).

<<  <   >  >>